أعرب 52 في المئة من الإيرانيين عن اعتقادهم بعدم وجود فارق كبير بين المرشحين المتنافسين في انتخابات الرئاسة الأميركية، وذلك في أحدث استطلاع أجرته وكالة أنباء إيرانية محلية حول أيهما أفضل لإيران، المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون أم منافسها الجمهوري دونالد ترامب؟ هذه النتيجة وإن كانت قريبة إلى الواقع إلي حد بعيد، تنسجم مع نتيجة استطلاع اجرته «الحياة» لعينة من طلاب الجامعات الإيرانية في العاصمة طهران. إلا أن هاجس تنفيذ الاتفاق النووي الذي ابرمته إيران مع المجموعة السداسية الغربية لا يزال محط اهتمام الشارع الإيراني الذي لا يبدو متأكداً مما اذا كان هذا الاتفاق مرتبطاً بفوز هذا المرشح او ذاك. كان متوقعاً ان تخطو الحكومة الإيرانية المعتدلة، او الجهات المتشددة ك «الحرس الثوري» خطوة، من شأنها إظهار انحياز لهذا المرشح او ذاك، اذ يجيد الإيرانيون مثل هذه اللعبة، إما للضغط علي الديموقراطيين للإسراع برفع العقوبات او الانحياز الي الجمهوريين اقتداء بالروس و»محور الممانعة»، لكنهم قرروا هذه المرة عدم المجاهرة برأيهم في الاستحقاق الأميركي، كما فعلوا مع الرئيس الديموقراطي جيمي كارتر عام 1980، عندما رفضوا اطلاق الديبلوماسيين الأميركيين قبل موعد الانتخابات. مصادر ديبلوماسية تعتقد بأن التزام طهران الصمت هو بحد ذاته تصويت لمصلحة كلينتون، لأنها لن تطعن في الاتفاق الذي أبرمه أوباما، في حين توعد ترامب بتمزيق الاتفاق النووي في حال فوزه. ويبدو أن الحكومة الإيرانية شعرت بضرورة الوقوف بعيداً عن المنافسة الانتخابية، خلافاً للأوساط المتشددة التي رأت ان ترامب باعتباره «المرشح المفضل للكرملين» يمكن ان يكون افضل لإيران. وأشارت إلى ذلك صحيفة «سياسة روز» الأصولية فيما اتهم نائب رئيس هيئة اركان القوات المسلحة الإيرانية العميد مسعود جزائري الإدارة الأميركية بتوظيف عملية تحرير الموصل في الانتخابات، معتبراً التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد «داعش» عملية «استعراضية» للتأثير في أصوات الناخبين الأميركيين. الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية عكس موقف الحكومة المتحفظ عندما قال ان بلاده ترحب بأية نتيجة يقررها الشعب الأميركي لكنه استدرك ان هذه النتيجة «لن تغيير كثيراً في العلاقات الثنائية التي يشوبها الكثير من التعقيد». وتعتقد النخب الإيرانية بأن فوز كلينتون التي تؤمن بضرورة محاصرة ايران وكبح جماحها تضمن في المقابل تنفيذ الاتفاق النووي وإزالة العقوبات، في حين تري اوساط اخري ان ترامب يمكن ان يدور في فلك روسيا وبالتالي يحقق شروطاً أفضل لإيران.