استحوذت قضايا الشرق الأوسط على النصيب الأكبر، في أول مناظرة تلفزيونية تجري بين المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، والجمهوري دونالد ترامب، خاصة حول خطط مواجهة تنظيم داعش، والاتفاق النووي الإيراني، وغزو العراق، والعلاقة مع السعودية، وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، حيث جرى التراشق بالاتهامات، الواحدة تلو الأخرى بين المرشحين اللذين ما فتئا يفندان أي شبهة تتعلق بهما ليستميلا أصوات الناخب الأميركي. العلاقات مع الحلفاء دعا ترامب في حديثه إلى إعادة النظر في تحالفات الولاياتالمتحدة مع دول العالم، بما فيها بلدان الشرق الأوسط. وطالب بضرورة أن تدفع الدول الحليفة للولايات المتحدة مقابل حمايتها، وضرب مثلا بالسعودية واليابان، مشيرا إلى أن من حق أميركا أن تحصل على مساعدات من هذه الدول لمواجهة أزمتها الاقتصادية والمالية، معبرا عن عدم إمكانية أن تكون الولاياتالمتحدة شرطيا للعالم بحمايتها بعض الدول بدون مقابل. بينما منافسته كلينتون انتقدت بشدة مطالب ترامب، وتعهدت بالتزام أميركا بمعاهدات الدفاع المشترك مع حلفائها. أزمة العراق فيما يتعلق بالعراق، قال ترامب "إنه كان من الضروري أن تأخذ الولاياتالمتحدة نفط العراق"، وأنكر ما نقل عنه سابقا من أنه كان من مؤيدي غزو العراق، واصفا إياه بالكلام الإعلامي الفارغ. بينما كانت كلينتون من أوائل الداعمين الذين صوتوا عام 2002 لصالح إدارة الرئيس جورج بوش للتدخل في العراق، وذلك عندما كانت نائبة عن ولاية نيويورك، لكنها ندمت في تصويتها على ذلك، بحجة أنها لو كانت تعلم نتائج الحرب وما آلت إليه في العراق، وأن كذبة أسلحة الدمار الشامل لم تمت للحقيقة بأي صلة، لما صوتت على ذلك القرار. تنظيم داعش حمَّل ترامب إدارة أوباما وكلينتون مسؤولية ظهور تنظيم داعش، وعبر عن اعتقاده بأنه لو فازت كلينتون بالرئاسة فإنها لن تقضي على التنظيم. واصفا أوباما بأنه خلّف فراغا نتيجة سحبه القوات الأميركية من العراق، وهو الأمر الذي أدى إلى ظهور تنظيم داعش -حسب زعمه-. وقال "إن كلينتون كانت في الحكم عندما كان التنظيم "طفلا صغيرا"، وإنها لن يكون بمقدارها توقيفه الآن". الجمهوري بلا خطة ردت كلينتون بأن منافسها الجمهوري ليس لديه خطة بشأن مواجهة التنظيم المتطرف، وأضافت أنه من الضروري العمل بشكل أكثر اهتماما مع الحلفاء بشأن مكافحة الإرهاب، متهمة منافسها الجمهوري برفض هذا النهج، وداعية إلى مزيد من التركيز للقضاء على قيادة التنظيم، وعلى رأسها أبوبكر البغدادي، وأن تكثف الضربات الجوية بالتعاون مع القوات التركية والكردية. حلف الأطلسي اقترح ترامب ضرورة أن يذهب حلف شمال الأطلسي" الناتو" مع القوات الأميركية إلى الشرق الأوسط لقتال التنظيم المتطرف، مشيرا إلى أن الحلف يستحق الإشادة لتركيز موارده على مكافحة الإرهاب، في الوقت الذي اتهم ترامب الحلف سابقا بعدم التركيز على الإرهاب. من جهة أخرى، اتهمت كلينتون خصمها بأنه بنى مسيرته السياسية على كذبة عنصرية، عندما شكك بمكان ولادة الرئيس باراك أوباما وبحقه في تولي الرئاسة. برنامج إيران النووي اعتبرت كلينتون أن إبرام الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني يظهر قوتها الدبلوماسية، وتساءلت عن الطريقة التي سوف يهزم بها ترامب إيران، قائلة "هل سيقصفها مثلا؟". في حين أكد ترامب مجددا رفضه الاتفاق بين طهران والدول الكبرى، وقال إنه سوف يهزم إيران، وأوضح أنه لا يمكن أن يستبعد أي شيء على الطاولة، في إشارة إلى التعامل مع دول مثل كوريا الشماليةوإيران. ملف فرص العمل أكد ترامب أن خطته لخلق مزيد من الوظائف تعتمد على خفض الضرائب، وذلك من 35% إلى 15% للشركات الصغيرة والكبيرة. وبحسب تقرير لوكالة بلومبيرج الأميركية، فإن ترامب قد وعد بخلق 25 مليون وظيفة خلال عقد من الزمن، الأمر الذي يعد أكبر ب3 مرات من الذي تم التخطيط له مسبقا في عام 2006، وشددت الوكالة استنادا على بياناتها الخاصة، على أن أسوأ فترة شهدها قطاع الوظائف في البلاد كانت في عقد عام 2010، الذي تم فيه خسارة حوالي مليوني وظيفة. أغرب مناظرة تطرقت صحيفة الجارديان البريطانية إلى أن مناظرة كلينتون ودونالد ترامب كانت أغرب مناظرة رئاسية وأكثرها مشاهدة على مر التاريخ الأميركي، لافتة إلى أنه بالرغم من العداوة الشديدة والمنافسة المحتدمة بين المتنافسين، إلا أنهما تصافحا في النهاية. نتائج استطلاع رأي أظهر استطلاع رأي أجرته شبكة "سي إن إن" الأميركية، بالتعاون مع مؤسسة أبحاث الرأي "ORC"، أن كلينتون فازت بأول مناظرة رئاسية بنسبة 62%، في حين اعتقد 27% فقط ممن شاهدوا المناظرة أن ترامب كان الفائز. وقال الناخبون ممن شاهدوا المناظرة "إن كلينتون أعربت عن رأيها بوضوح أكثر من ترامب، وكان إدراكها للقضايا التي نوقشت خلال المناظرة أفضل بفارق كبير، واعتبر البعض أن كلينتون نجحت بشكل أفضل من ترامب في معالجة وتناول مخاوف الناخبين حول رئاستها المحتملة". خطط الاختيار قال 47% من الناخبين إن المناظرة لن تؤثر بشكل كبير على خطط اختيارهم للتصويت، بينما المصوتون الذي يغيرون آراءهم من خلال المناظرة، رجحوا ميل الكفة لكلينتون بنسبة 34%، في حين بلغت نسبة الذين انتقلوا إلى كفة ترامب 18%. وشمل الاستطلاع الذي أجرته شبكة "سي إن إن"، مقابلات مع 1500 من الناخبين المسجلين الذين شاهدوا المناظرة، وهامش الخطأ في نتائج الاستطلاع قدره 4.5%، وقد تزيد أو تنقص. يذكر أن المناظرة عقدت في جامعة هوفسترا قرب نيويورك، وهي الأولى ضمن 3 مناظرات تسبق الانتخابات المقررة يوم 8 نوفمبر المقبل، واستمرت لمدة 90 دقيقة، وتابعها حوالي 100 مليون شخص تقريبا.