اقتحمت قوة من الشرطة والجيش الاسرائيلي قدرت بنحو 300 عنصر، ساحات المسجد الاقصى صباح امس، واشتبكت مع عشرات المصلين المعتكفين داخله، مطلقة قنابل الغاز المسيل للدموع والأعيرة المطاط والقنابل الصوتية، ما اوقع 25 جريحاً نقل بعضهم الى المستشفيات. وقال مفتي القدس والديار المقدسة الشيخ محمد حسين ان الجنود الاسرائيليين «أطلقوا قنابل الغاز والصوت، ما أدى الى إصابة عدد كبير (من المصلين)، تم إسعاف بعضهم في عيادات المسجد الأقصى». وحذّر من عواقب الاقتحامات المستمرة للمسجد، معتبراً أن «استمرار الاعتداء على المقدسات الفلسطينية، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، يحول المنطقة إلى قنبلة موقوتة، وينذر بحرب دينية». وأضاف: «إن المشروع الإسرائيلي يرمي إلى تهويد القدس والمسجد الأقصى»، واصفاً ذلك بأنه «ضرب من الخيال». وكانت جهات يهودية متطرفة دعت انصارها الى الدخول الى باحات المسجد التي يطلقون عليها اسم «جبل الهيكل» صباح امس للصلاة فيها احياء للفصح اليهودي، ما حدا بالعشرات من المصلين الى الاعتكاف داخل المسجد طوال الليل للتصدي لها لحظة دخولها، علماً ان السلطات الاسرائيلية تحظر على المواطنين البقاء في المسجد بعد صلاة العشاء، وتعتبر وجود اي شخص او تجمع بعد هذا التوقيت مخالفاً للقانون، وتستدعي قوات من الشرطة والجيش لإخلائه. وعن تفاصيل ما جرى، أوضح مدير دائرة الأوقاف في القدس الشيخ عزام التميمي ل «الحياة» ان قوات الشرطة والجيش اقتحمت باحات المسجد في السابعة والنصف صباحاً (التاسعة بتوقيت غرينتش) بهدف اخراج المعتكفين الذين تصدوا لها. وقال ان قوات الشرطة والجيش اقتحمت الجامع القبلي لإخراج المعتكفين، واعتقلت حارس المسجد محمد مجاهد بعد الاعتداء عليه. وأضاف ان قوات الاحتلال أخلت المسجد بعد ساعات، لكنها أبقت على عدد من أبوابه مغلقاً، ومنعت اليهود من الدخول إليه خشية حدوث احتكاك بينهم وبين المصلين المسلمين. وأعلنت جماعة يهودية تسمى «نساء من أجل الهيكل» عقب ذلك عن «خيبة املها» مما قالت انه «إغلاق جبل الهيكل في وجه أطفال اليهود». ووصفت الهيئة الإسلامية المسيحية في بيان لها «اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الاقصى المبارك عبر بابي المغاربة والسلسلة والانتشار بشكل كبير، استفزازياً وتطوراً خطيراً تجاه حرمة المسجد المبارك أولاً، والمقدسات الاسلامية والمسيحية ثانياً». من جانبه، قال الناطق باسم الشرطة الاسرائيلية ميكي روزنفيلد إن الاشتباكات اندلعت عندما فتحت الشرطة باحات الحرم لزيارات غير المسلمين في ساعاتها المعتادة. وأضاف ان المصلين الفلسطينيين «ألقوا الحجارة والمفرقعات» على الشرطة التي ردت باستخدام قنابل الصوت. وتابع ان الشرطة أغلقت الاقصى امام الزائرين غير المسلمين بعد دخول مجموعة من اليهود الى باحات المسجد وقيامها بجولة فيها. وأوضح ان الوضع في المسجد «عاد الى الهدوء». وأشار روزنفيلد الى حادث آخر في القدس أدى الى اصابة شرطي اسرائيلي بجروح طفيفة بعد ان ألقى شبان فلسطينيون الحجارة في منطقة اخرى من البلدة القديمة. وبدأ اليهود الاثنين الاحتفال بعيد الفصح اليهودي، وتستمر الاحتفالات سبعة ايام. ويستغل يهود متطرفون سماح الشرطة الاسرائيلية بدخول السياح الاجانب لزيارة الاقصى عبر باب المغاربة الذي تسيطر عليه للدخول الى المسجد الاقصى لممارسة شعائر دينية والمجاهرة بعزمهم على بناء الهيكل مكانه، علماً ان الحرم القدسي الذي يضم المسجد الاقصى وقبة الصخرة، هو اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين.