انتشرت وبشكل لافت أخيراً السمنة في المملكة لدى الجنسين، وبالذات من فئة الشباب الذين هم في أفضل مراحل العمر! وقرأت أخيراً حواراً صحافياً مع اختصاصية التغذية نسرين فايز زقزوق، وكان حواراً جريئاً وصريحاً، أشارت فيه إلى أن السمنة هي زيادة غير طبيعية في دهون الجسم سواء في جميع أجزائه أم في مواضع محددة منه، كما أن السمنة تعتبر عاملاً من العوامل الرئيسية للإصابة بالكثير من الأمراض، فهي مرض بحد ذاتها! وحول مضاعفات السمنة أشارت إلى أنها تسبب السرطان والتهاب المفاصل وداء السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع «الكوليسترول» واضطرابات نفسية وأمراض القلب وحصوات المرارة والعجز الجنسي وأمراض الكبد والعقم عند السيدات واضطراب النوم، مؤكدة أن للسمنة آثاراً نفسية واجتماعية لا تعد ولا تحصى، لعل من أهمها الانطواء الاجتماعي والخجل وضعف الإقبال على الزواج من البدينات وصعوبة حدوث حمل مع زيادة الوزن، وتُظهر البدين أكبر بكثير من عمره الحقيقي، وقلة الفرص الوظيفية لمتطلبات المظهر المناسب، وصعوبة الحصول على المقاسات الكبيرة في الملابس العصرية. وحول الآثار الاقتصادية للسمنة أشارت إلى أن السمين يضطر مجبراً إلى صرف مبالغ في شراء العقاقير الخاصة بإنقاص الوزن، والجري وراء الدعاية وشراء ما يعلن عنه من أجهزة للتخلص من السمنة، وهدر أموال في شراء أنواع من الصابون أو الكريمات بزعم أنها تذيب الدهون، وكذلك الاشتراك في النوادي الصحية ودفع مبالغ لفترات متقطعة من دون استمرار! والإقبال على شراء الأغذية الخاصة بالحمية التي عادة ما تكون مكلفة لارتفاع أسعارها، والشخص السمين أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، وبالتالي زيادة مصاريف العلاج والأدوية. إنني هنا أنصح الجميع، خصوصاً البدناء والبدينات، بالإقلال من الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، وممارسة الرياضة والإقلال من الأكل غير المفيد، والبعد عن المشروبات الغازية والوجبات السريعة، وأن يناموا فترة كافية، ولا يجلسوا كثيراً أمام التلفزيون والإنترنت ووسائل الترفيه والألعاب.