طهران، نيويورك – أ ب، رويترز، أ ف ب - رأى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس، أن استئناف العلاقات الديبلوماسية بين طهرانوواشنطن ممكن إذا «احترمت» الولاياتالمتحدة بلاده، فيما دعت الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني الى «حلّ تفاوضي سريع» مع طهران. وقال نجاد: «الجميع يعتقد أن الأمور في غاية الصعوبة، لكنني أظن أنها سهلة. يكفي أن تحترم الولاياتالمتحدة الأمة الإيرانية وشروط المساواة، من أجل معاودة العلاقات» الديبلوماسية بين البلدين، والتي قُطعت بعد الثورة عام 1979 واحتلال السفارة الأميركية في طهران واحتجاز حوالى 50 ديبلوماسياً أميركياً رهائن 444 يوماً. وأضاف خلال مؤتمر عبر دائرة مغلقة في نيويورك مع طلاب وأساتذة من 12 جامعة أميركية: «في هذه الحال، ستصطلح الأمور، وستبقى هناك مسائل ثانوية يمكن مناقشتها، لكنها لن تمت بصلة الى العلاقات الثنائية». وزاد إن «العلاقات (الديبلوماسية) والتعاون تقوم في ظل الاحترام المتبادل والمساواة». وناقش نجاد مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في نيويورك، «الأوضاع في العالم الإسلامي، خصوصاً القضية الفلسطينية، وطالبا الدول الإسلامية باعتماد الوعي واليقظة أمام المؤامرات الصهيونية»، كما أفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا). وأشارت الوكالة الى أن «الجانبين أكدا حق إيران في الاستفادة السلمية من الطاقة النووية، وضرورة (حصول) مزيد من التعاون والتنسيق بين إيران والعالم العربي أمام السلطويين». ونقلت عن نجاد تحذيره من «اندلاع حرب جديدة في المنطقة»، معرباً عن «تقديره للمواقف الذكية للجامعة العربية في دعم البرنامج النووي الإيراني». ونسبت «إرنا» الى موسى تأكيده أن «إيران بلد مقتدر في الشرق الأوسط». وقال: «إيران بلد شقيق للدول الإقليمية والإسلامية، والجامعة العربية تسعى الى إقامة أفضل العلاقات الإيرانية - العربية». وأشار بحسب «إرنا»، الى أن الحوار بين العالم العربي وإيران «يؤدي الى إزالة بعض حالات القلق التي ينسبها البعض إلينا». في غضون ذلك، جاء في مسودة بيان أعده وزراء خارجية الدول الست، خلال اجتماع في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة: «جددنا تأكيدنا على تصميمنا والتزامنا السعي الى حلّ تفاوضي سريع للملف النووي الإيراني، وخصصنا مناقشاتنا لمراحل عملية جديدة من أجل التوصل سريعاً الى ذلك». وأضافت المسودة: «هدفنا لا يزال حلاً تفاوضياً شاملاً وبعيد الأمد، يمكن أن يعيد الثقة الدولية في الطابع محض السلمي للبرنامج النووي الإيراني». وأشارت مسودة بيان الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، الى أن الأخيرة ناقشت تطبيق العقوبات الدولية على إيران، مشيرة الى استعدادها لاستئناف المحادثات مع طهران في شأن اتفاق لتبادل الوقود النووي. وذكر البيان: «نتطلع الى مشاركة إيجابية وبناءة لإيران في هذا الحوار». يأتي ذلك فيما أبدى رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» علي أكبر صالحي استعداد بلاده للتفاوض مع «مجموعة فيينا» (الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا والوكالة الدولية للطاقة الذرية) في شأن تبادل الوقود النووي، لكنه اعتبر أن «الطرف الآخر، خصوصاً الولاياتالمتحدة، يظهر تردداً في حضور المحادثات النووية». وحضّ واشنطن على أن تكون «أكثر واقعية وأن توقف تبديد الفرص». تزامن ذلك مع إعلان وزير الخارجية البرازيلي سيلسو أموريم أن بلاده وروسيا والهند والصين، تريد من الأممالمتحدة أن توبّخ الدول التي تلجأ الى العقوبات الأحادية التي لا يوافق عليها مجلس الأمن، في إشارة الى فرض الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وأستراليا وكندا وكوريا الجنوبية، عقوبات إضافية على إيران تتخطى تلك التي أقرها مجلس الأمن. وقال لوكالة «رويترز» إن مجموعة الدول الأربع ناقشت القرار المقترح، في اجتماع لوزراء خارجيتها في نيويورك، مضيفاً: «بدأنا بعض التنسيق السياسي في شأن قرارات الجمعية العامة. في بعض الحالات، نعارض حتى العقوبات المتعددة الأطراف، وعليه فإن العقوبات الأحادية غير مُرحب بها، لأنها خارج نظام الأممالمتحدة». وشدد أموريم على أن للبرازيل والولاياتالمتحدة هدفاً واحداً، هو منع إيران من امتلاك أسلحة نووية، لكنهما يختلفان في شأن الاستراتيجية. وقال: «العلاقات الحكومية ما زالت جيداً جداً، لكننا مختلفون في بعض القضايا». في الوقت ذاته، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الامتناع عن فرض العقوبات الأحادية التي تخرج عن نطاق قرارات مجلس الأمن. وقال أمام قمة «أهداف الألفية للتنمية» في نيويورك: «هذا الأمر يخالف الجهود الرامية إلى تحقيق أهداف الألفية للتنمية، ويجب وقفها».