قبل يوم من بدء دوري المحترفين الجزائري للمرة الأولى، يعيش الوسط الكروي المحلي حالة من الانتظار والترقب على ضوء حال التشنج التي تميزه إصرار ما يعرف بالأندية الهاوية على مقاطعة الدوري الجزائري احتجاجاً على ما اعتبرته تعسفاً يمارسه ضدها رئيس اتحاد الكرة محمد روراوة «عراب» مشروع الاحتراف بالبلاد. وعلمت «الحياة» أن مساعياً يجريها رؤساء الأندية ال28 لرفع انشغالهم إلى وزير الشباب والرياضة في محاولة لإجبار الرجل القوي باتحاد الكرة على التراجع عن قراره بإدراج الأندية المذكورة ضمن أندية الهواة وإعادة النظر في صيغة الاحتراف المطبق لأول مرة بالجزائر. وكان مشروع الاحتراف الذي اقترحه روراوة وصادقت عليه السلطات العليا بالبلاد أفضى إلى تعيين قسمين أول وثان لدوري المحترفين يتكون كل منهما من 16 فريقاً، تم الاعتراف «باحترافيتها» بعد نجاحها في الاستجابة لشروط الاحتراف أبرزها التحول إلى شركات تجارية وتعيين مديري الكرة والأمن وغيرها مقابل موافقة السلطات العليا على منحها امتيازات «خيالية» بينها قرض ب100 مليون دينار يسدد، على مدار 10 سنوات، بنسبة فائدة لا تتعدى 1 في المئة وتكفلها (السلطات) بما قيمته 80 في المئة من تكاليف إنجاز ملاعب لكل ناد تختار الدولة أرضياتها مقابل الدينار الرمزي. وأثارت هذه الامتيازات حفيظة الأندية التي لم تدرج ضمن دوري المحترفين، ورأت في ذلك «تهميشاً وإقصاء لها» بعد سنوات من الجد والكد وقدرتها، كما يقول الكثير من رؤسائها، على الاستجابة لجميع شروط الاحتراف. وأبلغت الأندية المقاطعة أنها جادة في قرارها وستسحب نحو 3500 رياضي من المنافسة ما يضع سمعة وصدقية الكرة الجزائرية على المحك أمام الهيئات الدولية. وتستعد السلطات العليا، ممثلة بوزير الشباب والرياضة، بحسب مصدر «الحياة»، إلى الاجتماع قريباً بممثلي الأندية المقاطعة على أمل إقناعها بالعدول عن قرارها أو البحث عن حل مناسب تجنباً لتشويه سمعة الكرة الجزائرية دولياً. وكان رئيس الرابطة الوطنية للكرة محمد مشرارة، نائب رئيس اتحاد الكرة، أعرب عن أمله في تراجع الأندية عن قرارها، مؤكداً أنه أبلغ روراوة بانشغالها الذي وعده بالعمل على تنفيذ مطالبها بدءاً من الموسم المقبل (2011 – 2012)، وهو المقترح الذي رفضه رؤساء الأندية 28 جملة وتفصيلاً. وقال جيلالي دحماني، رئيس نادي وداد بن طلحة (ضاحية بالجزائر العاصمة): «إنه لا يجد مبرراً لإقصاء فريقه من اللعب ضمن دوري المحترفين على رغم وجوده خلال الموسم المنقضي ضمن دوري الدرجة الثانية (في نظامها السابق)». ويزعم مشرارة أن كثيراً من أندية الدرجة الثانية لم يسمح لها بالانضمام لدوري المحترفين لعدم توافرها على بعض شروط الاحتراف كوجود ملعب يتسع لأكثر من 10 آلاف متفرج. في غضون ذلك تبدأ غداً (الجمعة) أولى جولات دوري المحترفين في قسمه الأول بإجراء مباراة رفع الستار بين شبيبة بجاية وجمعية الشلف على أن تلعب بقية المباريات بعد غد (السبت) تتقدمها مباراة القمة بين اتحاد الجزائر ووفاق سطيف في مواجهة تعد بالكثير بين اثنين من أكبر الأندية المحلية. في حين يبدأ مولودية الجزائر حملة الدفاع عن لقبه بتنقل صعب إلى مولودية العلمة في ظروف صعبة يمر بها بطل الدوري في ضوء «مقاطعة» مدربه الفرنسي ألان ميشيل لتدريباته بسبب تأخر إدارة النادي على تسليمه مخصصاته المالية المقدرة بنحو 33 ألف يورو.