تسبب حديد مغشوش في إحداث أزمة نفسية ومالية، قد تودي بضحيتها إلى السجن وأسرته إلى دهاليز الفقر والضياع. ولم يكن سعيد محمد مديني، وهو من أهالي بارق الواقعة شمال غربي أبها بنحو 200 كيلومتر، يتوقع أن تكون الأحزان والأمراض هي نهاية طموحه بشراء أرض وبناء بيت يأمن فيه أبناؤه. ويعول اسرة مكونة من 6 افراد ما بين زوجته و3 بنات وطفلين. كان الحلم - بحسب مديني- يستحق أن يقترض نحو 550 ألف ريال من ستة أشخاص يثقون في أمانته لبناء منزل له ولأبنائه، «بنيت منزلي وليتني لم أفعل، فبعد مرور ستة أعوام فقط على بناء المنزل بات مهدداً بالانهيار وأنا وأبنائي بالموت»، موضحاً أن الحديد الرديء المستخدم لم يعد يحتمل ثقل البناء. ويضيف: «لا أبالغ لو قلت إننا أمضينا فترة كبيرة ونحن ننام وأيدينا على قلوبنا خشية وقوع المنزل فوق رؤوسنا، ولكن ماذا أفعل وحالتي المادية لم تكن تسمح لي في ذلك الوقت إلا بهذا الخيار؟»، مؤكداً بأنه اضطر فيما بعد إلى الانتقال وأسرته إلى منزل شعبي مكون من غرفتين ومطبخ وحمام. وعن حالته الصحية يقول: «أنا مبتور الرجل بسبب إصابة رياضية سابقة وبترت على إثرها رجلي من الركبة بسبب غرغرينا تسبب فيها سوء العلاج في أحد المستشفيات التي عولجت فيها بعد الإصابة، وعلى إثر ذلك تم تركيب طرف صناعي لي في الرجل». بدا مديني كئيباً وهو يسرد قصته مع حلمه الذي تبخر، «أعول أسرة مكونة من ستة أشخاص هم زوجتي وأبنائي الخمسة، وحالياً أنا مطالب بسداد القروض لأشخاص وقفوا معي في وقت محنتي بشرف ورجولة ولا أريد أن أخذلهم كما لا أريد أن أضيع مستقبل أطفال لا ذنب لهم في كل ما حدث»، لافتاً إلى أنه يشعر بغصة في الحلق كلما نظر إلى عيون أبنائه وزوجته. السجن بات مصيراً منتظراً لمديني، خصوصاً في ظل قلة دخله المادي وسوء أوضاعه.