تسببت سلسلة الهزات الأرضية التي ضربت وسط إيطاليا خلال الشهرين الماضيين، بتصدع وتشقق الكنائس وسقوط أجراسها، في حين يجري حالياً تقييم الأضرار، ووفق تقييم أولي للسلطات، تعرّض حوالى خمسة آلاف موقع للضرر بنسب متفاوتة، وذلك في منطقتي أومبريا ولي ماركي. وقال كاهن بلدة بريتشي الأب لوتشيانو أفيناتي متأسفاً "قد نبني مجدداً، لكن هذه المواقع لن تعود كما كانت"، فكنيسة سانت إوتيتسيو تقع في إحدى أكثر البلدات تأثراً بالزلزال الذي وقع أخيراً، والتابعة لأحد أقدم الأديرة في إيطاليا لم تعد سوى أنقاض. ولم تَسّلم معالم روما من عواقب الزلازل، إذ رصدت تصدعات في واجهة كاتدرائية القديس بولس وعلى جدران كنيسة القديس إيف وقبتها في جامعة سابينتسا التي تعد من تحف فن الباروك. وشدّد وزير الممتلكات الثقافية الإيطالية داريو فرانشيسكيني على أن "كل القطع المتضررة ستُعاد إلى مكانها"، قاصداً التماثيل واللوحات الجدارية والرسومات وغيرها من التحف الفنية. وأكدت المسؤولة عن فريق العمل الذي شكلته وزارة الممتلكات الثقافية، أنتونيا ريكيا أنه "لدينا المهارات اللازمة للقيام بذلك، حتى في ما يخص أجزاء صغيرة من الرسوم الجدارية لا تتعدى سنتمتراً مربعاً واحداً"، وتابعت ريكيا، على رغم صعوبة المهمة وكلفتها العالية، "فالحصيلة كارثية، وحتى بعض القطع التي وضعت في مواقع آمنة فُقدت، كما هو الحال في كاستيلوتشيو" البلدة الصغيرة بالقرب من نورتشيا، القريبة من مركز الزلزال. وفي بلدة نورتشيا الأكثر تأثراً بالزلزال الذي ضرب إيطاليا أخيراً، سوّيت كنيستان أرضاً، من بينهما كاتدرائية القديس بنديكتوس، التي تعود للقرن ال 14، والتي لم يبق منها سوى واجهتها. والأمر سيّان في بلدتي فيسو وماتشيراتا، حيث دمرت جزئياً مواقع دينية عدة. يُذكر أن إيطاليا تعرّضت لسلسلة زلازل بين شهري آب (أغسطس) وتشرين الأول (أكتوبر) الماضيين، أسفرت عن سقوط 267 قتيلاً و387 جريحاً، وغيرت شكل أكثر من 600 كيلومتر مربع من الأرض، كما تسببت في انخفاض مناطق قرب المركز بحوالى 70 سنتيمتراً.