افتتح المطران الياس عودة امس المتحف الجوفي لكاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت، وتعرض فيه المكتشفات الأثرية المنقولة وغير المنقولة التي عُثر عليها خلال التنقيبات التي قام بها فريق من الأثريين برئاسة مديرة متحف الجامعة الأميركية في بيروت ليلى بدر وبإشراف المديرية العامة للآثار. أتاحت هذه التنقيبات الفرصة قبل ترميم الكاتدرائية، للبحث عن التسلسل التاريخي وتواصل الكنائس الواحدة تلو الأخرى وتحديد موقع كنيسة «اناستاسيس» البيزنطية قرب مدرسة الحقوق الشهيرة. وأسفرت التنقيبات الأثرية عن اكتشافات مهمة من مختلف العصور، وهي الحقبات الهلنستيّة والرومانية والبيزنطية والقرون الوسطى والعثمانية. ومن أبرز الاكتشافات ان الكاتدرائية الحالية تقوم على أنقاض 6 كنائس: أولاها كنيسة القيامة البيزنطية المعروفة «بأناستاسيس» التي دمّرها زلزال عام 551، وفوقها كنيسة من العصور الوسطى (القرنان 12 و13) تصدّعت بفعل الهزة الأرضية عام 1759 فدُمّرت وأعيد بناؤها عام 1764، وكنيسة رابعة وموسعة بُنيت عام 1772. وتعتبر هذه الكنيسة النواة التي أدخلت عليها التغييرات والإضافات الهندسية فكانت الكنيسة الخامسة عام 1783 تلتها الكاتدرائية السادسة والأخيرة التي نعرفها اليوم، عام 1910، وأعيد تأهيلها بعد الحرب الأهلية. فتكون الكاتدرائية في حالتها السابعة. وأدت أهمية هذه المعالم الأثرية المكتشفة الى المحافظة عليها وعرضها ضمن متحف جوفي يعتمد نظام الأقبية (Cryptes) المعروف عالمياً وهو الأول من نوعه في لبنان والشرق. وعند مدخل المتحف مقطع ستراتيغرافي يبين الحقبات التاريخية المتتالية التي مرت فيها الكنيسة (منذ الهلنستية الى العثمانية). تليه واجهات زجاجية تُعرض فيها، بحسب التسلسل التاريخي، القطع الأثرية المكتشفة في الموقع من خزفيات وقناديل زيت وتماثيل صغيرة وبرونزيات بما فيها صلبان وميداليات وخوذة منقوشة وجدت على رأس هيكل عظمي داخل مدفن. ويمكن متابعة الجولة على ممرات معدنية أُقيمت فوق الأنقاض الأثرية. وتتألف الزيارة من 12 محطة، لكل منها لوحة ترتبط بحقبة تاريخية معينة، تُضاء بواسطة زر لمدة دقيقتين، وتحتوي على معلومات باللغتين العربية والإنكليزية وخريطة وصور.