أظهرت دراسة أن كل طن من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو يؤدي إلى ذوبان ثلاثة أمتار مربعة من الجليد القطبي. ونشرت الدراسة في العدد الأخير من مجلة "ساينس" العلمية، والهدف منها تنبيه الجمهور إلى المسؤولية التي تقع على عاتق كل فرد في مجال التغير المناخي. وهي تهدف أيضاً إلى تصحيح التقديرات الحالية لأثر الأنشطة البشرية على الاحترار المناخي، والتي تشير دراسات عدة إلى أنها أقل من الواقع. وقال الباحثون في هذه الدراسة أن طناً واحداً من غاز أكسيد الكربون يؤدي إلى ذوبان ثلاثة أمتار مربعة من الجليد، علماً أن هذه الكمية تنبعث من محركات طائرة في رحلة بين أوروبا وأميركا، أو من سيارة تقطع مسافة أربعة آلاف متر. وبحسب الأستاذة في جامعة لندن، جوليان ستروفي، والمشاركة في الدراسة، فإن "التغير المناخي غالباً ما كان ينظر إليه على أنه فكرة مجردة، لذا جاءت دراستنا لتغيير هذا المفهوم". وهذه السنة، انحسرت مساحة الجليد في المحيط المتجمد الشمالي إلى أربعة ملايين و140 ألف كيلومتر مربع، وهي أدنى مساحة مسجلة منذ البدء بمراقبة الجليد من الأقمار الاصطناعية في العام 1979. ويعد انحسار الجليد القطبي واحداً من المؤشرات المباشرة على ارتفاع حرارة الأرض، بحسب الباحثين. وخلال ال40 عاماً الماضية، كانت مساحات الجليد تنحسر في الصيف إلى النصف، ولا يستبعد أن تختفي تماماً في فصول الصيف في العقود المقبلة لتعود وتتشكل في الشتاء، إذا ما فشل العالم في الحد من انبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون. واستند الباحثون في هذه الدراسة إلى بيانات جمعتها مراكز مختصة بين العامين 1953 و1978، وصور التقطتها الاقمار الاصطناعية بين العامين 1979 و2015. وتوصل الباحثون إلى وجود علاقة مباشرة بين انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ومساحة الجليد في الصيف. وتوصلت الدراسة إلى أن حد ارتفاع حرارة الارض عند مستوى درجتين فقط بالمقارنة مع ما كان عليه قبل الثورة الصناعية، ليس كافياً لجعل الجليد القطبي يصمد في الصيف. ولتجنب فقدان المساحات الجليدية صيفا، يتعين حد ارتفاع حرارة الأرض عند درجة ونصف الدرجة فقط، وفقاً لمقررات مؤتمر باريس حول المناخ.