ليس الدب القطبي الحيوان الوحيد المهدد بذوبان الجليد الذي يؤثر أيضاً في عدد أيائل غرينلاند، كما كشفت دراسة جديدة. وينجم ذوبان الجليد البحري في منطقة القطب الشمالي عن ارتفاع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي، وهو في ارتفاع متواصل منذ العام 1979 خلال فصلي الربيع والخريف. وقد بلغ ذوبان هذا الجليد الممتد على 15 مليون كيلومتر مربع في منطقة القطب الشمالي مستويات قياسية خلال صيف العام 2012. وتهدّد هذه الظاهرة الدببة القطبية بالانقراض لأنها تحرمها موطنها الطبيعي. ولاحظ الباحثون أن الثروة النباتية تبكّر في النضج سنة بعد أخرى، بما يعادل 16 يوماً عند المقارنة بين العامين 2011 و 2002. وبموازاة ذلك، انخفض عدد الأيائل (المعروفة علمياً برانجيفر تاراندوس) في المنطقة بسبب تراجع الولادات وارتفاع نسبة نفوق هذه الحيوانات. وقد يظن المرء بداية أن الثروة النباتية الأكثر كثافة في أوائل الربيع قد تعود بالنفع على هذه الحيوانات العاشبة، لكن العكس هو الصحيح. فحتى لو بدأ النبات ينضج قبل الأوان، لم تغيّر الأيائل موجات الهجرة التي تتبعها منذ آلاف السنين. وهي تدفع غالياً ثمن هذا الفارق في التوقيت، وفق جيفري كيربي وإيريك بوست عالمَي الإحياء في جامعة «بن ستايت» الأميركية اللذين أشرفا على هذه الدراسة. وتعتمد الأيائل على الثروة النباتية لتؤمّن قوتها. وخلال أشهر الشتاء الطويلة في منطقة القطب الشمالي، تحفر في الثلوج لتأكل نبات الأشنة. لكنها تأكل في الربيع من نباتات التوندرا المبرعمة التي تحوي قيمة غذائية أكبر. وهي تعرف من النهار الذي يطول أن الوقت حان لتهاجر إلى مناطق أخرى حيث الثروة النباتية الربيعية أكبر. وتتزامن هذه الفترة مع فترة الإنجاب. لكن، بسبب نضج النبات قبل أوانه، تصل الإناث متأخرة إلى «مواقع الولادة» التقليدية، فقد تخطّى النبات ذروة إنتاجه، وقيمته الغذائية بدأت تنخفض. وخلافاً للظن السائد، ليس الاحترار بحد ذاته مسؤولاً عن هذه الظاهرة بل ذوبان الجليد خلال الصيف، كما ورد في الدراسة التي نشرتها مجلة «نيتشر كوميونيكشنز» البريطانية.