أكد المشرف على مركز الملك فهد الثقافي في الرياض الإعلامي والباحث محمد السيف توجه المركز إلى تبني فعاليات ثقافية خاصة به، ما يجعل مركز الملك فهد الثقافي يكف عن كونه مجرد قاعة للتأجير، فمنذ افتتاحه قبل حوالى 17 عاماً والمركز يستضيف فعاليات بغير مقابل مبالغ مالية تذهب إلى وزارة المالية. السيف كشف في حوار مع «الحياة» اعتزام المركز تنظيم اللقاء الأول للمهتمين بالسينما في السعودية، إضافة إلى عدد من الفعاليات التي تخص الشعر والرواية وسواهما، لافتاً إلى الإفادة من المثقفين في إدارة هذه الأنشطة. وذكر السيف أن الفعالية الأكثر أهمية التي يستعد المركز لإقامتها فهي «يوم المرأة السعودية»، مؤملاً بأن تكون هذه الفعالية مميزة ورائدة في مجالها. إلى نص الحوار: طال انتظار المثقفين السعوديين لتفعيل مركز الملك فهد الثقافي، إذ لا يزال مجرد مقر لفعاليات الغير، في حين أنه ليس لديه برامج وأنشطة خاصة به، لكننا سمعنا أخيراً توجه المركز إلى تبني مثل هذه البرامج الخاصة، هل يمكن أن تحدثنا عن هذا التوجه؟ - هذا صحيح، فعلى مدى الأعوام الماضية، ومنذ افتتاح المركز قبل 17 عاماً، وهو يستضيف فعاليات الغير. وهي استضافة في مقابل مبالغ مالية تورّد لحسابات وزارة المالية. المختلف هذا العام هو توجيه وحرص وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي على أن يقوم مركز الملك فهد الثقافي بنشاطاته الثقافية والفنية الخاصة به، وأن يعدّ برنامجاً ثقافياً موسمياً، وهذا ما بدأنا به الآن، ونعمل حالياً على الانتهاء من وضع تفاصيل الموسم الثقافي كافة، وهو الموسم الثقافي الأول لمركز الملك فهد الثقافي، ونؤمل بأن يكون موسماً ثقافياً وفنياً مميزاً ومختلفاً، ولاسيما أن من يضع فعاليات الموسم الثقافي ويشارك فيه هم المثقفون، عبر آرائهم ومقترحاتهم. برامج وأنشطة يتبناها المركز، هذا يعني موظفين ومثقفين يقومون بإدارة هذه البرامج والتخطيط لها، هل المركز استعد لهذه الخطوة؟ - الشركة المشغلة للمركز لديها جهازها الإداري، الذي يسهم في عملية تنظيم الفعاليات من حيث الاستعداد لأي مناسبة وتجهيز المركز لها، واستقبال الضيوف وتنظيم الفعالية. لكن ما نفعله حالياً هو الاستعانة بالمثقفين المختصين، الذين تقدموا باقتراحات لتنفيذ هذه الفعالية أو تلك، ونسند لهم مهمة الإشراف على الفعالية، وتقوم إدارة المركز بتهيئة كل ما يحتاجه المشرف على الفعالية. فمثلاً فعالية «ليالي الرواية السعودية» تم إسناد الإشراف عليها إلى الأستاذ خالد اليوسف، وهو من اقترحها، وبالتالي هو من وضع برنامجها. ماذا عن الرواد في الأدب والثقافة، هل لهم نصيب في نشاطات المركز؟ - نعمل حالياً أيضاً على تكريم عدد من الرواد، من خلال الاحتفاء بهم خلال هذه الفعاليات، فمثلاً سيقوم الأديب الكبير سعد البواردي بافتتاح ليالي الرواية السعودية، بينما سيقوم الدكتور الأديب أحمد الضبيب برعاية ختام ليالي الرواية السعودية وتسليم الشهادات للمشاركين، وهذا تقدير من إدارة المركز لما لهم من قيمة ثقافية وأدبية عالية، وسنعمل الشيء نفسه مع عدد آخر من الرواد. - ما طبيعة البرامج والأنشطة التي سيتبناها المركز، وهل سيكون فيها عروض سينمائية وموسيقية ومسرحية؟ نعم سيكون هناك عروض سينمائية وموسيقية ومسرحية وندوات علمية ومحاضرات ولقاءات شهرية مع عدد من الرواد والرائدات في مختلف المجالات. وقريباً ستقوم إدارة المركز بتنظيم اللقاء الأول للمنشغلين والمهتمين بالسينما، وسنطلب منهم تقديم آرائهم ومقترحاتهم لما يمكن أن يقوم به المركز، لخدمتهم وخدمة المهتمين بالسينما والمنشغلين بها. وأود أن أعلن هنا بعض الفعاليات التي ستقام خلال الفترة القليلة المقبلة، فمن ذلك: إقامة ندوة عن الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ يلقيها الدكتور عبدالرحمن الشبيلي، وإقامة ندوة علمية عن الدكتور عبدالله العسكر بالتعاون مع «المجلة العربية» وهي الندوة التي وجّه وزير الثقافة والإعلام بإقامتها تكريماً للراحل وتقديراً لدوره. أيضاً سيتم إقامة لقاء خاص مع إحدى الرائدات للحديث عن تجربتها الأكاديمية والثقافية، وهو لقاء نسائي خاص، وسيقام لقاء آخر مثيل له مع أحد الرواد في مجال القانون والمحاماة للحديث عن تجربته الطويلة والثرية في هذا المجال المهم. الفعالية الأكثر أهمية التي نستعد لإقامتها بشكل يليق بها هي «يوم المرأة السعودية» ونؤمل بأن تكون هذه الفعالية مميزة ومختلفة ورائدة. هذه فعاليات ستقام خلال الأيام المقبلة. هل تبني المركز لفعاليات خاصة له علاقة بهيئة الترفيه بشكل أو آخر؟ - بلاشك، البرنامج الثقافي الخاص بمركز الملك فهد الثقافي هو مكمّل للفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية التي تقوم بها وزارة الثقافة والإعلام بوكالتها، وعبر جمعية الثقافة والفنون، وكذلك هيئة الترفيه. من أبرز المثقفين الذين استعان بهم المركز لتفعيل أنشطته الخاصة؟ - خاطبنا وما زلنا نخاطب الكثير من المثقفين، الذين تقدموا باقتراحاتهم وآرائهم وتصوراتهم، وكل من خاطبنا منهم وجدنا منه الحماسة والتشجيع. البرنامج الثقافي لعام 2016-2017 سيستمر إلى أيار (مايو)، أي على مدى أشهر، وسيتم تنفيذ ما نستطيعه من مقترحات.