دعا وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح إلى التفكير بطرق غير تقليدية ووضع أهداف طموحة لإحداث طفرة في نظام الطاقة العالمي، والحد من آثار مشكلة تغير المناخ، وذلك خلال كلمته في افتتاح «منتدى حوار الطاقة 2016» اليوم (الثلثاء)، في «مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية» (كابسارك) في الرياض. وأوضح الفالح، بحسب«وكالة الأنباء السعودية» (واس)، أن «الهدف من إنشاء المركز يكمن في المقام الأول في التصدي للتحديات العالمية التي تواجه قطاع الطاقة». وأضاف ان «المشاركة الكبيرة من الخبراء والمحللين وصناع القرار البارزين، ستعمل على إيجاد خيارات تمثل مختلف التخصصات ووجهات النظر، ما يساعد البشرية على مواجهة أصعب التحديات التي تواجهها في مجال الطاقة». وأشار إلى أن المنتدى يناقش مجموعة من القضايا ذات الأهمية المحلية والإقليمية والعالمية، وتبادل الأفكار والرؤى، وإيجاد حلول لمواضيع الطاقة. وقال الفالح إن «المملكة لا تدّخر جهداً في ضخ استثمارات في مجال التقنيات المتقدمة لتحقيق هذا الهدف، وتلتزم في الوقت نفسه دورها في حل المشاكل المتعلقة بتغير المناخ»، مشدداً على عزم السعودية «ترجمة التزاماتها التي تعهدتها خلال المؤتمر ال21 في شأن المناخ». وأكد ان «المملكة تتعامل مع الطاقة المتجددة بإيجابية من أجل الوصول إلى أفضل السبل لتحقيق الأهداف العالمية»، لافتاً إلى أن السعودية «وضعت أهدافاً طموحة ضمن رؤيتها 2030 لتنمية هذه المصادر، منها إنتاج 9.5 غيغا واط من مصادر الطاقة البديلة، لا سيما الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، إذ تواصل مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة جهودها على مختلف الأصعدة لتطوير طاقة أكثر استدامة وأطول أمداً». وتابع الفالح ان «المملكة تعمل على الاستفادة إلى أقصى درجة من الثورة الصناعية المقبلة، لدفع عجلة النمو الاقتصادي في المستقبل واغتنام الفرص التي توفرها الصناعات الجديدة مثل الرقمنة، والذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والقواعد الضخمة للبيانات، والحوسبة السحابية، وإنترنت الأشياء، وعلوم الهندسة الوراثية والتقنية الحيوية»، منوهاً بالاتفاق الذي توصلت إليه المملكة أخيراً مع «سوفت بنك» للمساهمة في إنشاء صندوق استثماري بقيمة 100 بليون دولار. ولفت إلى أنه «في إطار استعداد المملكة للمستقبل الذي سيعتمد في شكل كبير على التقنية، يجب علينا تضييق الهوة التي تحول دون توفير التعليم عالي الجودة، وتركيز اهتمامنا على تخصصات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، والتدريب، والبحوث، والابتكار، وريادة الأعمال، ولعل التركيز على بناء القدرات الوطنية هو السبيل الوحيد الذي يضمن لنا نجاح مشاركتنا في الصناعات المعرفية في المستقبل». وشدد على أن «إعادة هيكلة الاقتصاد وتنويع مصادره ستساعدنا على تعزيز إمكانات بلادنا والحد من التقلبات الاقتصادية التي تنتج من الاعتماد الزائد على النفط». من جهته، أوضح رئيس مركز «كابسارك» المهندس سامر الأشقر ان «الهدف من إقامة المنتدى هو تمهيد الطريق وفتح باب النقاش حول مختلف قضايا الطاقة و التداول حول الخيارات الاستراتيجية المتعلقة بالسياسات الاقتصادية في مجال الطاقة، من خلال التوفيق بين الجهود المشتركة بين صناع القرار و الباحثين والعاملين في هذا المجال».