في رمضان المبارك أعلن عن مشروع ضخم لبئر زمزم، 700 مليون ريال بهدف زيادة طاقة البئر مرة ونصف مرة، مع مشاريع لتنظيف الحاويات، وزيادة الطاقة الإنتاجية لمصنع التعبئة وغيرها من تفاصيل عديدة. والأكيد أنه مع تزايد أعداد الحجاج والمعتمرين كل عام، لا بد من التحسين والتطوير وزيادة الطاقة الإنتاجية، وهو ما يرمي إليه المشروع الذي اعتبره رئيس شؤون الحرمين فضيلة الشيخ صالح الحصين «مفخرة للمسلمين وأكبر مشروع سقيا في التاريخ». والذي يزور الحرمين الشريفين، يلمس توافر مياه زمزم بسهولة ويسر، ولكن ماذا عن خارج الحرمين، سواء داخل مكةالمكرمة أو خارجها؟ أشرت في مقال سابق إلى ضرورة صدور تنظيم لنقل مياه زمزم، مع كثرة الغش والتدليس، وبعد المقال وصلتني تعليقات عن الأحوال السيئة لمن يرغب في الحصول على غالون من زمزم. حسناً... اقرأ معي «ورصدت «عكاظ» خلال جولتها في مجمع كدي أمس مشكلة توزيع مياه زمزم، إذ لا بد من المرور بمراحل، أولاها الوقوف في طابور طويل، وتحمل الروائح الكريهة، والتغاضي عن الأفارقة الذين يتجاوزون الصفوف، لأن رفع الصوت قد يتسبب لصاحبه بالضرب المبرح، وفوق كل المعاناة، لا يسمح هؤلاء الأفارقة لأي أحد بتعبئة أكثر من خمسة غالونات من مياه زمزم». وانظر لما يقوله مواطن: «إن ذهبت يميناً أو يساراً فلن تحصل على شيء إطلاقاً، جميع الصنابير محتكرة من العمالة الأفريقية، وللأسف فإن بعض المواطنين السعوديين يشاركون في احتكار الصنابير». وآخر قال: «جميع هذه الصنابير محتكرة من الأفارقة ذوي البنية الجسمانية القوية، الذين أصبح الموقع تحت سيطرتهم الكاملة، في ظل الغياب التام من الجهات الرقابية التي كان يفترض تواجدها في الموقع». ردت شرطة مكة بالتالي: «لم ولن نتهاون في الضرب بيد من حديد على هؤلاء المخالفين والمتخلفين ممن يحتكرون صنابير مياه زمزم، ومنع المواطنين والمعتمرين وحجاج بيت الله الحرام من الاستفادة من ماء زمزم»، انتهى. لكن الناس لا يرون هذه اليد الحديدية إلا في التصريحات الصحافية، هناك خلل ما أو عجز، اهتمام كبير ومئات الملايين لتوفير مياه زمزم، ثم يقع الصنبور الخارجي في يد مخالفين لنظام الإقامة يحتكرونه بالقوة، فمن يمكنهم يا ترى!؟ إذا كان هذا وضع مواطنين، فكيف هي حال حجاج ومعتمرين مسالمين يأتون من الخارج، وحتى يصبح مفخرة يراه كل مسلم يصل الى البقاع المقدسة، لا بد من تغيير هذه الصورة بسرعة. أحد الأصدقاء اقترح نقطة للجوازات، بدلاً من البحث عن المخالفين سيأتون إليها، وأنا اقترح محطة قطار سريع ينتهي بميناء جدة، أما الشرطة فعليها التأكد من حديدية يدها. www.asuwayed.com