المجتمع السعودي من المجتمعات الناشئة، وما زال يتحيّن الفرص ويستثمرها لبناء أفضل قادر على الحضور في المنظومة العالمية كما يجب. والدكتور يوسف الحزيم ابن هذا المجتمع، صانع لبعض منجزاته، ومنتقد لبعضها الآخر، وهنا تبرز الشخصية السعودية في قدرتها على البناء والنقد من الداخل، لتتم المراجعات وفق الثوابت والمتغيرات. الدكتور يوسف شاهد عصر وقارئ أجيال، يستطيع أن يخبرك بما حدث وما سيحدث، لأنه يعلم جيداً الأدوات والموارد التي من حوله في مجتمعنا. البعض يصنّف الدكتور يوسف بأنه من المجددين ومن الذين عندهم الكثير، لكن في فمهم ماء ولا يستعجلون التبشير بما عندهم حتى حين. له بصماته في مأسسة العمل الخيري وضخ روح جديدة فيه، وله آراؤه التي لو خرجت للعلن، لسارت بها الركبان، لذا يكتفي بها بينه وبين نفسه، وبينه وبين من يحب. له نظرة متطورة نحو المرأة، ويرى أن الحكومة لا بد أن تسلمها وظائف التعليم والصحة والشؤون الاجتماعية، ويراها الثروة التي لم تستثمر والثلث المعطل.. إلى نص الحوار: يشعر الجيل الحاضر بأنكم سرقتم كل الفرص.. ولم تفكروا في منحهم ما يستحقون؟ - نعم لم نكن أوفياء، ذلك أن الشعور الوطني بالإيثار العام ومنح الفرص للشباب لم يكن بمقدار ما أخذنا بل كنّا أنانيين، فجيلي ثمرة التوحيد والاستقرار والتنمية فعهد الملك عبدالعزيز كان للتوحيد والوحدة، والملك سعود لبناء المؤسسات الحكومية، والملك فيصل للتضامن الإسلامي في مقابل التهديد القومجي وبناء صناعة النفط، والملك خالد للرفاه بعد ارتفاع النفط 1975، والملك فهد للتنمية ورجل الحرب والسلام، وعليه أزعم أننا حظينا بأزهى عصور الدولة السعودية من عام 1980 – 1990، حتى إنه يسمى في الأدبيات الغربية عن الشرق الأوسط بالعهد السعودي، وغاب عنّا جميعاً مفهوم التنمية المستدامة «حماية الأجيال القادمة». عندما كنت طالباً جامعياً هل كانت التوجهات والاهتمامات تختلف عما تراه في طلابنا اليوم؟ - هي ذاتها: الضياع وفقدان البوصلة وافتقاد الإلهام وجلد الذات، مع رجحان محدود الآن لطلائع شبابية فذة وذكية، وشيوع عام للمعرفة، فالأسرة منفصلة عن التعليم العام، والتعليم العام ليس ذا صلة بالتعليم العالي، ومخرجاته لا توائم سوق العمل، والحل يكمُن في أن تتولى المرأة التعليم الابتدائي، وتحوّل الثانويات العامة إلى معاهد فنية لتعليم المهارات كما هو معمول به في النرويج والنمسا. لماذا فقد شبابنا الجدية والالتزام في كثير من مجريات الحياة؟ - لأننا أهملنا بناء الشخصية (الطالب الإنسان) المكون من: روح وعقل وجسد، ومجال اجتماعي يتفاعل معه، وركزنا على المعرفة النقلية المجردة من المهارة وأخلاقيات الفعل والاتصال، ناهيك عن الرعوية التي أحطنا بها أبناءنا، فحرمناهم تجربة الخطأ والصواب والاعتماد على الذات، أضف إلى هذا وذاك اضمحلال النبلاء (القدوات). على رغم الصعوبات التي يواجهها مجتمعنا، إلا أننا لا نزال لا نشهد مبادرات جماعية لتغيير الحال؟ - لعلي أختلف معك، فمبادرات المجتمع المدني والخيري السعودي والحراك المنظم وغير المنظم (العفوي)، والتي ظهرت إبّان عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله بعدما رفع سقف الحريات لم تكن وطنية فحسب، بل إقليمية بامتياز، ثم تُوّجت هذه المبادرة برؤية المملكة 2030 في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، ما أدى إلى بوادر تشكّل تيار نهضوي سعودي استعدنا فيه التأثير الأممي (السعودية الجديدة). لماذا المؤسسات الحاضنة للشباب تشهد أدلجة معينة في الطرح والفكر؟ - كان هذا قديماً مع تيار الصحوة الإسلامية، أما الآن فالأخيرة تعاني من تراجع بسبب ثلاثة أمور: المراجعات العاقلة من شخصيات كبرى داخلة، فنقلت الفكر السياسي الإسلامي من الدولة الطاهرة المستحيلة إلى الدولة الممكنة، وفشل مشروع الأمة والخلافة بقيادة وفهم حركة الإخوان المسلمين، وأفول نجم العلماء والدعاة (المرجعية) الكاريزمية، أما النخبة الليبرالية السعودية، فهي قوة صوتية تؤثر في النقد والمراجعة، لكنها لا تملك مشروع الأدلجة وأدوات البناء. هل تشعر بأن فلسفة العمل الخيري عندنا متأخرة عن مواكبة التطورات حواليها؟ - بل هي مواكبة ومتفوقة على العالمين العربي والإسلامي باستثناء التجربة التركية أخيراً بقيادة IHH مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية بسبب التاريخ الحضاري والعقل الآري المنظم، والتجربة اللبنانية بسبب تطور المجتمع المدني، والتجربة الأردنية بسبب كثافة التشبيك مع المنظمات الدولية، أما على الصعيد الحكومي فإذا استمرت قوة دفع وزارة التنمية الاجتماعية السابقة بقيادة أخي د. ماجد القصبي الذي أطلق شعار من الرعوية إلى التنموية، ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية حالياً بقيادة الصديق د. مفرج الحقباني الذي يحمل لواء تمكين القطاع غير الربحي، ناهيك عن بروز جيل جديد من قادة العمل المدني الخيري، فإننا بهذا سنصبح رواد العمل الخيري والمدني العربي الإسلامي على الإطلاق في 2020. فلسفة التمكين والابتعاد عن الرعوية، هل أنت عرابها؟ - الأب الروحي لفكرة التمكين في مؤسسة الأميرة العنود هو الأمير سعود بن فهد بن عبدالعزيز الذي أراد التركيز على التنمية الشبابية، لاسيما بعد شعورنا جميعاً بالتقصير تجاه الشباب، وتحديداً إبّان (الربيع - الخريف) العربي؛ حين أطلقنا مركز الأميرة العنود لتنمية الشباب (وارف) بالتعاون مع الأممالمتحدة (Undp)، فالأزمات والمحن تخلق فرص التطور والتحسين ، ثم عمّمنا التجربة داخل مؤسسة العنود: فشدن للطفل، وحماية للتنمية الأسرية، وقادر لذوي الإعاقة، والعنود الدولي للتدريب، والحضاري لغير المسلمين، ثم مبادرة تمكين المجتمع المحلي بنظام الفرنشيز في 15 مدينة سعودية ثم أثّرنا على المؤثرين كالرئاسة العامة لرعاية الشباب آنذاك وصندوق تنمية الموارد البشرية ومشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم، وتوجتها وزارة التنمية الاجتماعية بإطلاق شعار من الرعوية إلى التنموية، والسؤال هل كنّا مؤثرين مؤسسياً؟ أقول لك: نعم، هل نحن الوحيدين؟ فقطعاً: لا. تنعم بلادنا بخيرات وصدقات كثيرة، لكن توظيفها ليس كما يجب في العمل الخيري، أين الخلل؟ - سببه ضعف التنسيق السياسي الدولي مع الخيري الدولي، كما أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية غارق في مشكلة اليمن، ويدار بعقل الأزمة، وأتمنى بعد نهاية الحرب قريباً بإذن الله أن يعاد بناء المركز من الداخل هيكلياً مع استقطابه لخبرات وكفاءات في العمل الخيري السعودي مع فلسفة عمل خلاقة استراتيجياً، وأطمح لأن تكون على غرارAid Amracin مع إعادة هيكلة العمل الخيري السعودي التطوعي الأهلي في منظمة موازية للمركز تعيد الحيوية لحضورنا الدولي الخيري مع استدراكنا لمصاعب الماضي. حتى متى، وفلسفة «الأوقاف» عندنا في أدراج مغلقة وعقول ضيقة وصكوك مقيدة؟ - لحين إطلاق هيئة الأوقاف بمجلس إدارة متنوع ومحترف ومحافظ مرموق مع استقطاب كفاءات سعودية متخصصة من القطاع الاستثماري والمصرفي السعودي والاستعانة ببيت خبرة دولي لبناء المنظومة الإدارية والتقنية وثلاثة بيوت خبرة قانونية وطنية للحصر والتوثيق والتصنيف والتقويم، يليه إطلاق شركة تموّل كاملة من الأوقاف وظيفتها نشر الوعي والتحفيز والإلهام لكتابة الوصية والوقف مع تقديم الاستشارات المالية والإدارية والقانونية المجانية للموقفين، وختاماً إدارة المحافظ الاستثمارية بمعدلات الصناعة السوقية، وتوزيع العائد على أولويات التنمية السعودية. كثر الحديث عن هيئة للأوقاف ما الذي يعطل ظهورها؟ - بحسب ما سمعت ستطلق في غضون الأشهر المقبلة. ألا تشعر كخبير إداري، بأن كثرة الهيئات عندنا أصابتنا بترهل إنتاجي؟ - أنا مع كثرة الهيئات لأنها تعطي مرونة عالية، فتحقق فاعلية وكفاءة الانتاج، لكنها افتقدت أمرين: مؤشرات قياس للمخرجات، وقيادات (دماء) جديدة، وللأسف نقل من تسبب في البيروقراطية والتخلف في القطاع العام إلى مكاتب جديدة في تلك الهيئات مع كلفة عالية بزيادة الرواتب والمكافآت بسلم رواتب جديد. المرأة والعمل التطوعي.. الكثير يتوجس من حضورها وأدائها هناك؟ - إن المرأة السعودية هي نفط المملكة الذي لم يستخرج بعد، والسبب أنها وقعت مادة للسجال والمنابذة بين تيار التوجس وغلبة سوء الظن، وتيار تسليع المرأة، في حين أن الأغلبية التاريخية السعودية الصامتة المعتدلة لا تملك زمام المبادرة، وإنما تمارس حياتها بتدفق التغيير بعيداً عن التيارين، وعليه أدعو هذا التيار الوسطي لمنح المرأة القيادة والتأثير في التنمية الاجتماعية عبر إحلالها بدلاً عن ذكورية القطاع الخيري وغير الربحي مع انخراطها في العمل التطوعي وتسلمها زمام التنشئة والتربية في رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية بالتعليم العام وحضور طاغ في المنشآت الصحية في كل الوظائف مع كفالة حقوق رعاية الزوج والأبناء بالمزايا الوظيفية. على رغم رأيك الإيجابي في قضايا المرأة، إلا أنك لا تكتب عنها لماذا؟ - بسبب ثلاثة أمور: أخاف المواجهة فأكون طرفاً في الحرب التي ذكرتها آنفاً، ثم علي أن أفصل بين آرائي وواجباتي الوظيفية التي علي أن أعبّر فيها عن أصحاب المصلحة، وأخيراً أؤمن بالتغيير الهادئ المتدرج المحقق للإجماع والالتفاف الوطني مع إحسان ظني في أغلب الناس فعلى رغم اختلافنا كسعوديين، إلا أننا متشابهون كثيراً في الجوهر، وذات مرة قال لي مفكر عربي كبير إن ليبراليي السعودية هم إسلاميو تونس. ألا تظن أن خروج المجتمع من أزمته النفسية في موضوع المرأة وأخذها حقوقها مرهون بخروج الهلع وسوء الظن من رأسه؟ - كي نعيد تأهيل المجتمع نفسياً، نحتاج إلى إعادة بناء العقل السعودي في اتجاهين: أولاً: تبني المدرسة المقاصدية في الفقه، وثانياً: زرع روح وأخلاقيات الإنتاج في التعليم، تتبعه أنسنة السعودي ثقافياً في اتجاهين: تعظيم الربوبية وتعزيز التدين الفردي (التصوف السني) ثم تأصيل قيم الحوار والتعايش والتنوع وقبول المختلف، وثانياً زرع الذائقة الجمالية والفنية بإعادة تعريف دور البلديات (أنسنة المدينة). كيف تقوّم دور المستشارين الذين يقفون بجوار صانعي القرار عندنا؟ - لو كان لي من الأمر شيء لقمت بما يأتي: خفض الكلفة وتعيين شركات أجنبية للمراقبة والتدقيق والمراجعة النقدية على الشركات الاستشارية الأجنبية، وتأهيل طواقم سعودية على مدى ستة أشهر على الأقل لفرض توطين الخبرة، ثم تشكيل فريق استراتيجي سعودي ذوي قوى متنوعة لخفض مخاطرة التيار الواحد مع تهيئة الرأي العام بالشفافية، وترويج منافع الانتقال وتقوية البنية الإدارية والمالية والتقنية والموارد البشرية الحكومية بالتطوير التنظيمي وتحقيق النجاحات الصغيرة لمدة سنتين على الأقل كتوطئة ل2020، يتزامن ويتوازى مع هذا مراجعة للخطاب الإسلامي بالإصلاح الديني وتدوين المنظومة الفقهية ومأسسة وفصل للسلطات، واعتماد اللامركزية الإدارية (الحكم المحلي)، وبذا يتحمل مسؤولية المشروع كل الوطن وليس أبطال محدودون على رغم شجاعتهم وجلالة قيادتهم. التيار المحافظ هل يشهد حالاً من التراجع الآن؟ - نعم، لكن ليس لمصلحة النخبة الليبرالية بل لمصلحة تيار الإسلام المستنير، فقدر جزيرة العرب الإسلام، ونحن علينا أن نفرق بين الإسلام والإسلاميين، وبين الدين والتدين، لأن الإسلام والتدين قراءة وممارسة نسبية تحتمل الخطأ والصواب، في حين يتحمل التيار الإسلامي مسؤولية كبرى في تفكيك التشدد بالاستجابة لحركة التاريخ، فالبنية الفوقية للمجتمع السعودي من أفكار وعادات تناقض البنية التحتية من اقتصاد وإدارة واجتماع. المفهوم السائد الخاطئ أن الليبرالية تناقض الإسلام من المسؤول عن ذلك؟ - الليبرالية تناقض وتتفق مع الإسلام في آن واحد، فمجال تناقضها مع الإسلام أنه يملك الحقيقة المطلقة بأن الله واحد لا شريك، ولا ند له، أرسل الرب خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، فبين دائرة التوقيف (الإيمان والعبادات) ودائرة الاجتهاد (المعاملات) وتمم إرث البشرية الأخلاقي، وكون الاجتهاد علته الكبرى العدل والعمران البشري والمصالح المرسلة مرفودة بالقوة الأخلاقية الإنسانية (الفضيلة) وتاجها إرث النبوة. فالإسلام هنا في شقه المتحرك العقلاني مصلحي وأخلاقي، يلتقي والحكمة البشرية كما هي عند ابن رشد في كتابه: فصل المقال فيما بين الشريعة والحكمة من اتصال، وكان ادعى بنا الانتقاء من التطور الليبرالي الغالب والمنتصر حضارياً كمقولات لدى مفكرين مثل: لابوسيه في الحرية، وجان جاك روسو في العقد الاجتماعي، ومونتسكيو في فصل السلطات، وماكس فيبر في أخلاق العمل، وبهذا يحدث التطور الديالكتيكي الحضاري عبر المزاوجة الذكية كما هو عند هيجل. المجتمع يهاجم المفكرين، هل القصور في المجتمع ؟ أم أن المفكرين مازالوا يسكنون أبراجهم العاجية؟ - أزعم أن لدينا مفكرين عظماء، ولكن هم غَربوا مقصّرين وغُربوا مجبورين، ولن يكون لهم تأثير البتة إلا بالانخراط بالتعليم الجامعي والنشر الإعلامي والانخراط في المؤسسات والجمعيات المتخصصة وتقويمها والصبر على ضعفها، انتهاءً بمخالطة الشباب عبر تشجيع وتوجيه المبادرات المجتمعية، وسيجدون أطروحاتهم مقبولة بعد مواءمتها وأولويات المجتمع، وإن لم يفلحوا ستكون أطروحاتهم حوار طرشان في مجالس ومنتديات مغلقة مع إحباط وانكفاء وشتم كل شيء حوله حتى إن بعضهم أصبح حاقداً قنوطاً تكره مجالسته. نطالب بمؤسسات مجتمع مدني، وحين يوافق عليها نفشل في أدائها أين الخلل؟ - سببه تضخم الأنا (الأثرة) الباحثة عن التقدير التي تنطفأ عند حرمانه، في حين أن قوة دفع العمل المدني هي الإيثار والاحتساب والصبر، وعليه سنحقق التصورات الحضارية (المصلحة العليا) والانتقال من عقل الغابة إلى عقل المزرعة، ومن عقل القلة إلى عقل الكثرة، ومن عقل الغنيمة إلى عقل الإنتاج. تظهر على وجوه الناس الآن آثار اغتراب نفسي وعبثي واجتماعي، لماذا ذلك؟ - سبب الاغتراب الحضاري هو بحث الانسان السعودي عن جواب لثلاثة أسئلة: من أنا؟ من نحن؟ ماذا أريد؟ في ظل تحديث مادي قياسي واضطراب منظومة القيم الدينية والاجتماعية، وافتقاد أدوات الفعل الفردي لمصلحة أدوات الفعل الأبوي الجمعي. نسمع كثيراً عن الازدواجية التي يعيشها السعودي في حياته اليومية.. من خلق هذا «الازدواج «؟ وهل من حل؟- كل أحد في هذه الدنيا يعاني الكبد وليس السعودي فحسب يتعرض لحال ازدواج، والسؤال الصحيح هل لدينا ملكة التفسير وأدوات إدارة الذات اللازمتين لإدارة الصراع الداخلي من أجل البصيرة بالعفو والتسامح وإسقاط كتلة الألم عن أكتافنا كما هي عند إيكهارت تول، وجعلها قوة دفع لمزيد من التعلّم والتطوير والعمل داخل دائرة التأثير بدلاً من انتظار الأحلام الطوباوية كما عند ستيفن كوفي. سوء استخدام السطوة الروحية في الخطاب الوعظي .. من المتهم هنا؟ - أنت تتكلم عن الماضي، اليوم الخطاب الوعظي أصبح أسير الجماهير، والصحيح أن نعيد التقليد المدرسي السني إلى سابق عهده، بحيث يرعى الإسلام جماعة المسلمين بقيادة العلماء المستقلين كفعل مدني تطوعي وفق الدستور أو النظام الأساسي للحكم (العقد الاجتماعي)، وليس الدولة أو الأحزاب والتيارات الإسلامية كما هو حاصل الآن. ملامح أنا من مواليد الستينات، ترعرعت في مدينة حديثة وطنياً: الثقبة، فهي لصيقة بالإدارة العامة لشركة أرامكو بالظهران، (الحداثة والتنظيم) فجدي ووالدي عملا فيها، وأنا من بعدهما، ومجتمعي المحيط بدوي شجاع، ومتوحش كريم وحضاري سائل ولطيف (البحر)، ونجدي وافد متدين متوجس، فيه بقية أجدادي، وعليه فالتناقض الصارخ أحدث الألم والوعي، ما منحني الفهم والمرونة، فالصلابة تشكلها الآلام والوعي (الذاكرة) وأشك أن غالب جيلنا الحالي حظي بهكذا قصص!تخصصت في التخطيط الاستراتيجي وإعداد الهياكل التنظيمية ووصف المهام، وفي بيع المنتجات والخدمات المصرفية وتجارة التجزئة. مع القدرة على إعداد برامج أنظمة تطوير القوى البشرية، وإدارة المحافظ الاستثمارية، إضافة إلى تخطيط وتنظيم وإدارة العمل الخيري. حصلت في عام 2004 على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة (النيلين) جامعة القاهرة سابقاً، والأطروحة منشورة في كتاب مراجع من هيئة علمية وخبراء بعنوان «تحول المصرف المركزي التقليدي إلى مصرف مركزي إسلامي» الخرطوم - السودان. وكنت حصلت على بكالوريوس في العلوم الإدارية، تخصص علوم سياسية جامعة الملك سعود الرياض/ السعودية. عاصرت تجربة العمل الخيري في أوج قوتها، وعملت بقوة منذُ عام 1987م في باكستان والأردن والفيليبين وألبانيا، وداخلياً حظيت بمراكز قيادية، وتدرجت حتى أصبحت أميناً عاماً لمؤسسة العنود الخيرية والرئيس التنفيذي للعنود للاستثمار (الأوقاف)، وعضواً في مجالس إدارة للعديد من المنظمات الخيرية والاقتصادية السعودية والدولية. وثقت تجربتي في خمسة كتب: امرأه استثنائية زوجة ملك، عاشت بعد أن ماتت، العمل الخيري عند الملك عبدالعزيز، قوة التطوع، كيف تصبح بطلاً في ثلاث ساعات، التمكين .. الأجوبة الكبرى (مستقبل العمل الخيري السعودي).مع حضور ثقافي وعلمي متخصص في المؤتمرات ووسائل الإعلام، في حين درّست الاقتصاد الاجتماعي والمصارف بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وجامعة اليمامة. البعض يقول إنني إسلامي ليبرالي، وأنا أقول إن هذا توصيف شكلي، وجوهر أفكاري هي المدرسة السلفية الإصلاحية التي قادها الإمام محمد عبده ورشيد رضا ومحب الدين الخطيب وخير الدين التونسي والثعالبي في أواخر القرن ال19 التي استلهمت دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب التجديدية، وردت واختارت من الحضارة العربية المنتصرة بفعل الثورة الفرنسية 1789 والثورة الصناعية 1879، فأجابت عن سؤال الأصالة والمعاصرة والتأخر والتقدم الحضاري، مع احترام للقومية العربية والخصوصية الوطنية. رسائل إلى: ماجد القصبي } نعم البطانة أنت، ذكاؤك وتواضعك وأخلاقك مشهودة. عبدالله المعلمي } أنت صورة رجل الدولة في السعودية المقبلة التي أحب، وينطبق عليك قوله تعالى: (يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأمِينُ). مفرج الحقباني } معجب بغيرتك الوطنية العالية المتوثبة ووضوح الأفكار الإدارية الكبرى عندك ونظافة يدك وحسن معشرك. طارق السويدان } ليتك يا دكتور تخصصت في إدارة الذات والتعليم فقط، فأنت عرابها في العالم العربي وتركت الشريعة لأهلها، ثم كنت للعرب والمسلمين كافة. بيل غيتس } ماذا فعلت بنا يا بيل؟ أخجلتنا بكرمك الإنساني النابع من فطرتك السوية وهي رسالة الرأسماليين البخلاء في عالمنا العربي والإسلامي.