دانت فرنسا أمس حادثة إطلاق الميليشيات الحوثية صاروخاً باليستياً باتجاه منطقة مكةالمكرمة، وعدته دليلاً إضافياً على أن الحل العسكري يعتبر طريقاً مسدوداً واستفزازاً غير مجدٍ، ولا يسمح باستعادة الثقة اللازمة للعملية السياسية. وأوضح المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال، في بيان له، أن بلاده تدعو كل الأطراف إلى استئناف المفاوضات للتوصل إلى حل سياسي، كونه السبيل الوحيد لوضع حد للنزاع القائم، مجدداً دعم بلاده الكامل لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد. من جهته، أكد مجلس العلاقات الخليجية الدولية (كوغر) أن استهداف تحالف الانقلابيين الحوثي وصالح لمكةالمكرمة يجب ألا يمر مرور الكرام، ومن دون أن يدفعوا ثمن محاولة التعرض لأطهر بقاع العالم الإسلامي، بما فيها حق المملكة بصفتها حامية للحرمين الشريفين، في اتخاذ كل ما تراه مناسباً في سبيل حماية مقدساتهم من محاولات تحالف الانقلابيين ومن يساندهم للمساس بالحرمين الشريفين. وقال عضو أمناء «كوغر» ورئيس لجنة العلاقات العربية الدكتور تركي القبلان في تصريح إلى وكالة الأنباء السعودية: «إننا نستنكر ما قام به هذا التحالف الإجرامي للحوثي والمخلوع صالح من الانتقال من مرحلة التعرض لأمن السعودية ومحاولات التسلل الحدودية وإطلاق الصواريخ واستهداف المدنيين من المواطنين والمقيمين، إلى محاولة المساس بمشاعر المسلمين باستهدافهم لبيت الله الحرام من دون وازع ديني، وهذا يؤكد أن المعركة ليست بين الشرعية اليمنية وتحالف الانقلابيين، بل بين المسلمين ومن حاول التعرض لمقدساتهم والاستهزاء بمشاعرهم، بدعم واضح من طهران، التي لم تستنكر ولم تندد بما قام به أتباع مشروعها الإيراني باحتلال وتدمير اليمن. من جهته، أكد نائب رئيس رابطة الكتاب الخليجيين ب«كوغر» محمد الغامدي أن ما حدث من استهداف الانقلابيين للشرعية اليمنية ثم لأمن السعودية وأخيراً لمقدسات المسلمين يوضح أن هناك مخططاً تديره قوى إقليمية تساندها جهات خارجية، سعت إلى تسليم اليمن لإيران، وحين فشلت استمرت بدعم الانقلابيين بشكل غير مباشر. وقال: «إن ما يحدث الآن إصرار من الانقلابيين على التعرض لأمن السعودية وحدودها، وإطلاق الصواريخ العشوائية على المدنيين، في الوقت الذي تسعى فيه بعض القوى الإقليمية إلى إطالة أمد الانقلاب ودعم الانقلابيين بمفاوضات فاشلة هدفها استمرار وجود تحالف الانقلابيين على الساحة اليمنية»، مُهيباً بالكُتاب الصحافيين بالكشف عن هذا الدعم والمساندة الإيرانية للانقلابيين، بعد أن تمادى هؤلاء باستهداف مكةالمكرمة.