تزامناً مع ذكرى إندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، تناقل ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي ("فايسبوك" و "تويتر"...) صوراً من أرشيف الحرب، لأشخاص وأمكنة قبل الحرب وبعدها، كيف كانوا واين صاروا، توثيقاً للحظة من زمنين: واحدة من الحرب وأخرى من الحاضر. اللافت في الصور التي تم جمعها في كتاب من إعداد الإعلامي زافين قيومجيان، انها منوعة لأناس عاصروا الحرب من شخصيات مدنية وعسكرية وسياسيين وحزبيين. وقامت صفحة خاصة على "فايسبوك" تحت عنوان "Lebanon shot twice: now and then" بنشر الصور، التي حققت رواجاً كبيراً بين مستخدمي "فايسبوك"، فصاروا يعلقون عليها ويتشاركونها في استذكار ابطال حرب عاديين شاركوا او لم يشاركوا فيها. عاشوها على الهامش او كانوا في صلبها. انها صور تؤرخ الحرب بوجوه لبنانيين لم تستطع آلة القتل حينها ان تأخذهم فصاروا رموزاً في كادرين مختلفين. اذ تظهر احدى الصور سيدة تحمل طفلها محتمية بقناص على احد محاور القتال (مار يوسف)، تقابلها صورة ثانية للسيدة نفسها تنتظر وإبنها حافلة المدرسة. وفي صورة أخرى، تظهر إمرأة تبكي لفقدان أولادها في محلة طريق الجديدة، لتبين الصورة الجديدة انها وجدتهم والصورة تجمعهم معها في الشارع نفسه. وتظهر صورة النائب اللبناني وليد جنبلاط مضرجاً بدمائه اثر محاولة إغتياله في الأول من كانون الأول (ديسمبر) العام 1982 في محلة الصنائع، والصورة المقابلة له في الأول من كانون الأول (ديسمبر) العام 2002.