طهران، اسطنبول، نيويورك – أ ب، أ ف ب، رويترز - أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان امس، نية بلاده مضاعفة حجم علاقاتها التجارية مع ايران، بنسبة ثلاث مرات في السنوات الخمس المقبلة. جاء ذلك خلال ترؤس اردوغان ومحمد رضا رحيمي النائب الأول للرئيس الإيراني، منتدى اعمال تركياً - ايرانياً في اسطنبول شارك فيه مئات رجال الاعمال. وتساءل اردوغان: «لماذا لا نضع آلية للتجارة غير المقيّدة مع ايران، تشبه تلك التي بيننا وبين اوروبا؟ أنا شخصياً لا ارى اي سبب يحول دون قيامنا بذلك». وأشار الى ان حجم التجارة بين تركيا وإيران يبلغ الآن 10 بلايين دولار، معظمها من مبيعات الغاز الطبيعي الايراني لتركيا. وأضاف: «اذا استكملنا بالسرعة الممكنة المحادثات في شأن اتفاق التجارة التفضيلية، نستطيع ان نحقق 30 بليون دولار (من التجارة الثنائية) خلال خمس سنوات. علينا تحقيق ذلك». وزاد: «هناك اشياء عدة يمكن ان نقدمها لإيران. تركيا حققت قفزة صناعية كبيرة. قربنا الجغرافي يوفر لنا فرصاً فريدة لتحسين علاقاتنا التجارية والاقتصادية». أما رحيمي فأكد ان البلدين «يضعان أسساً قوية جداً مع تركيا». وقال: «القطاع الخاص في تركيا اكثر تقدماً وخبرة منا»، مضيفاً: «قد تواجهون مشاكل من وقت إلى آخر في إجراء مشاريع معنا، لكن هذا الأمر غير مقصود. أرجو ألاّ تشعروا بأذى إذا واجهتم أي مشاكل في إيران. وبأمر من الرئيس محمود أحمدي نجاد، سنزيل كل العقبات». وأضاف: «ليس لدينا صديق مثل تركيا في العالم الآن». وأعلنت انقرة التزامها العقوبات التي فرضها مجلس الامن على ايران، لكنها رفضت التزام العقوبات الأحادية التي فرضتها الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي. يأتي ذلك بعد تأكيد نجاد ان العقوبات لن تؤثر في ايران. وقال لشبكة «ان بي سي» الاميركية: «حتى اذا عززت الادارة الاميركية العقوبات وضاعفتها مئة مرة، وحتى اذا انضم الاوروبيون الى الولاياتالمتحدة لفرض عقوبات اكثر صرامة، نحن في ايران قادرون على سدّ حاجاتنا». وأضاف: «بلدنا ليس في حاجة على الاطلاق الى الولاياتالمتحدة». وعلّق نجاد على رفض ايران دخول مفتشَين من الوكالة الدولية للطاقة الدولية، مؤكداً ان بلاده «ذهبت بعيداً في تطبيق القانون والتعاون مع» الوكالة التي دعاها الى التركيز على إسرائيل التي «تملك أسلحة نووية وتهدد جيرانها في شكل دائم». وندد نجاد بخطة قس اميركي مغمور إحراق مصاحف، مؤكداً ان المسلمين لا يكرهون الولاياتالمتحدة. وقال: «الناس (في الدول الاسلامية) يعارضون السلوك القبيح. ليسوا ضد الشعب الاميركي، او ضد اليهود. وليسوا ضد المسيحيين او المسيحية». في غضون ذلك، اعتبرت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا ان الاممالمتحدة بطيئة في تشكيل لجنة لمراقبة التزام ايران عقوبات مجلس الامن. وقالت المندوبة الاميركية لدى المنظمة الدولية سوزان رايس: «نشعر بالقلق للتأخير في تشكيل اللجنة، ونحضّ على استئناف التركيز لتتمكن هذه الهيئة من ان تصبح جاهزة للعمل في اقرب وقت ممكن». وأضافت خلال اجتماع للمجلس الدولي حول العقوبات: «ايران ترفض تبديد مخاوفنا في شأن الانتشار النووي، وتبدو مصممة على امتلاك سلاح نووي». وأكدت ان على مجلس الامن ولجنة العقوبات «التفكير في رد مناسب على انتهاكات ايران المتواصلة لقرارات مجلس الامن». أما المندوب البريطاني مارك ليال غرانت فاعتبر ان اليورانيوم المخصب في ايران يشكل «مرحلة مهمة نحو القدرة على التخصيب لأغراض عسكرية». وشدد المندوب الفرنسي جيرار ارو على ان ايران تستمر في رفض الوفاء بالتزاماتها وأن البرنامج النووي الايراني «ليست له طبيعة سلمية ذات صدقية». وقال: «يجب ان يكون ردنا حاسماً. هدفنا هو الحوار، لكن ايران ترفض الحوار. الكرة في ملعبهم». تزامن ذلك مع إعلان الناطق باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي ان ممثلين للدول الست المعنية بالملف النووي الايراني، سيعقدون اجتماعاً الاسبوع المقبل في نيويورك حيث تُعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة.