في وقت دان فيه الأزهر استهداف قبلة المسلمين، واصفاً إياه ب«الإجرام الخبيث»، كشف ل«الحياة» عن تحركات عاجلة يقوم بها الآن، بالتنسيق مع الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، لمنع تكرار اعتداء الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع علي عبدالله صالح على بيت الله الحرام ومنطقة مكةالمكرمة، موضحاً أن «هذه التحركات تتمثل بدعوة المجتمع الإسلامي والعربي والدولي للتحرك في شكل حاسم وأكثر فاعلية لوقف هذه الميليشيات، التي ستجر المنطقة والعالم نحو فتنة لا يعلم سوى الله وحده أبعادها». وقال الأزهر في بيان له أمس إنه تابع «بقلق شديد ما أعلنته السعودية من إطلاق الميليشيات الحوثية صاروخاً باليستياً تجاه مكةالمكرمة» نجحت قوات الدفاع الجوي السعودية في اعتراضه وتدميره على بعد 65 كيلومتراً من مكة. وعبّر الأزهر عن إدانته الشديدة «لهذا التجاوز الخطر» الذي استهدف قلوب المسلمين وقبلتهم في صلاتهم وأول بيت وضعه الله للناس، مشدداً على أن هذا «الإجرام الخبيث لا يمكن أن يحدث ممن في قلبه مثقال ذرة من إيمان بالله وكتبه ورسله».(للمزيد). وناشد الأزهر جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والهيئات العربية والإسلامية المعنية تحمّل مسؤولياتها، وأن تبدأ اليوم وليس غداً خطوات جادة لنزع فتيل الفرقة والتنازع والتناحر، الذي يستهدف ما تبقى من قوة وشوكة للأمتين العربية والإسلامية. وشدد المتحدث باسم الأزهر محمد المهنا على «رفضه القاطع لمثل هذا الاعتداء»، كاشفاً ل«الحياة» عن «عدم الانتظار لتكراره مرة أخرى». وقال ل«الحياة» أمس: «تم التنسيق مع الجامعة العربية للتحرك في شكل واضح، للضغط عربياً ودولياً وإسلامياً لمنع هذه الاعتداءات»، مضيفاً: «من يعتدي على الأماكن المقدسة وعلى بيت الله الحرام فاحش وليس في قلبه مثقال ذرة من إيمان، وغير مقبول إطلاقاً». وأوضح أن «هذا تطور خطر من جماعة الحوثيين ومن وراءهم، لأنه إذا كان القرآن الكريم حذّر من أنه من يرد بالبيت الحرام إلحاداً أو ظلماً يُذِقْهُ الله من عذاب عظيم، فما بالكم بمن يعتدي على بيت الله الحرام نفسه». وفي رسالة إلى الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، قال المهنا: «انسبوا البيت إلى صاحبه، فالاعتداء عليه هو اعتداء على حرمات الله سبحانه وتعالى ومقدساته، وهو ما لا يتركه الله، وسيذيق من قام به هول العذاب». وشدّد المهنا على «ضرورة النأي بمقدسات الله عن الصراعات السياسية، وبحرماته ودينه عن الصراعات السياسية والآيديولوجية»، موضحاً أن «الأزهر لن يقف صامتاً أمام مثل هذا الاعتداء، بل بدأ التنسيق مع جامعة الدول العربية لاتخاذ ما يجب فوراً لدرء الفتن التي يحاول مثل هؤلاء إشعالها».