أعرب عدد من الدول الخليجية والمنظمات العربية والدولية عن إدانتها استهداف ميليشيا الحوثي وقوات الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح منطقة مكةالمكرمة، مؤكدين إثر إعلان قيادة قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن اعتراضها صاروخاً باليستياً أطلقته الميليشيا الحوثية مساء أول من أمس (الخميس) من محافظة صعدة باتجاه منطقة مكةالمكرمة، وتمكن وسائل الدفاع الجوي من تدميره على بعد 65 كيلومتراً من مكةالمكرمة من دون أي أضرار، وأن هذا الاعتداء يمثل تجاوزاً لكل الحرمات والحدود الدينية والإنسانية. ونددت البحرين بشدة بإطلاق الميليشيا الانقلابية في اليمن صاروخاً باليسيتياً باتجاه منطقة مكةالمكرمة، مؤكدة أن استهداف هذه البقعة المباركة يمثل استفزازاً لمشاعر المسلمين في شتى بقاع الأرض، وعملاً إجرامياً دنيئاً تجاوز كل الحرمات وتعدى كل الحدود. وأكدت، في بيان صدر عن وزارة الخارجية أمس (الجمعة) وقوفها صفاً واحداً إلى جانب السعودية في مواجهة الإرهاب وضد كل من يحاول المساس بها أو استهداف المقدسات الدينية فيها، مطالبة جميع الدول الإسلامية أعضاء منظمة التعاون الإسلامي بوقفة جماعية ضد هذا الاعتداء الأثيم ومن يقف وراءه ويدعم مرتكبيه. وشددت البحرين على موقفها الثابت الداعم للشرعية في اليمن إلى أن يتم بسط الأمن وإعادة السلم لهذا البلد، وتمكين الحكومة اليمنية، بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، من القيام بمهماتها كافة، وبما يؤدي إلى التوصل إلى حل سلمي يرتكز على المرجعيات المتفق عليها، المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216. قطر: اعتداء سافر على المقدسات أعربت قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين لهذا الاستهداف، مؤكدة، في بيان لوزارة خارجيتها أمس، أن إطلاق صاروخ باتجاه مكةالمكرمة يعد اعتداءً سافراً على حرمة هذا البلد والمقدسات الإسلامية، واستفزازاً لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم. وعدّت الدوحة هذا الاعتداء، دليلاً واضحاً على استمرار تجاوزات الميليشيا الحوثية ورفضها الالتزام بقرارات المجتمع الدولي والمساعي القائمة لتطبيق الهدنة، وأنه يعوق جميع الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية. وأكد البيان موقف قطر الثابت الداعم للمساعي الدؤوبة، التي تقوم بها المملكة لتعزيز الأمن والسلم، وجهودها المبذولة لتحقيق السلام في اليمن وفق المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات الأممالمتحدة، ومنها القرار 2216. مصر: الهجوم تطور خطر وسابقة غير مقبولة دانت القاهرة بشدة الهجوم، محذرة في بيان لوزارة الخارجية المصرية (حصلت «الحياة» على نسخة منه) من أن هذا الهجوم « يمثل تطوراً خطراً، وسابقة غير مقبولة، واستخفافاً لا يمكن السكوت عنه؛ بحرمة الأماكن الإسلامية المقدسة، وبأرواح المدنيين الأبرياء، وبمشاعر المسلمين في أنحاء العالم كافة». وعبرت مصر عن «تضامنها الكامل مع المملكة تجاه هذا الاعتداء السافر، وعلى موقفها الثابت الداعم للحكومة الشرعية في اليمن، وللجهود التي تقودها الأممالمتحدة للتوصل إلى تسوية سلمية شاملة للأزمة اليمنية، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2216، ومخرجات الحوار الوطني، وسائر القرارات الدولية ذات الصلة». الجبير: الحوثيون لم يراعوا إلّاً ولا ذمة في الرياض، ندد وزير خارجية المملكة عادل الجبير بهذا الهجوم، مشيراً عبر تغريدة في صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إلى أن «جماعة الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، المدعومتين من إيران، لم تراعيا إلّاً ولا ذمة، باستهدافها البلد الحرام مهبط الإسلام وقبلة المسلمين حول العالم». إلى ذلك، شدد الأزهر على «رفضه القاطع لمثل هذا الاعتداء»، كاشفاً ل«الحياة» عن «عدم الانتظار لتكراره مرة أخرى». وقال المتحدث باسم الأزهر محمد المهنا ل«الحياة» أمس: «تم التنسيق مع الجامعة العربية للتحرك في شكل واضح، للضغط عربياً ودولياً وإسلامياً لمنع هذه الاعتداءات»، مضيفاً: «من يعتدي على الأماكن المقدسة وعلى بيت الله الحرام فاحش ليس في قلبه مثقال ذرة من إيمان، وغير مقبول إطلاقاً». وأوضح أن «هذا تطور خطر من جماعة الحوثيين ومن وراءهم، لأنه إذا كان القرآن الكريم حذر من أنه من يرد بالبيت الحرام إلحاداً أوظلماً يذقه الله من عذاب عظيم، فما بالكم بمن يعتدي على بيت الله الحرام نفسه»؟ وفي رسالة إلى الميليشيا الحوثية وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، قال المهنا: «انسبوا البيت إلى صاحبه، فالاعتداء عليه هو اعتداء على حرمات الله سبحانه وتعالى ومقدساته، وهو ما لا يتركه الله، وسيذيق من قام به هول العذاب». وشدد المهنا على «ضرورة النأي بمقدسات الله وحرماته ودينه عن الصراعات السياسية والآيديولوجية»، موضحاً أن «الأزهر لن يقف صامتاً أمام مثل هذا الاعتداء، بل بدأ بتنسيق مع جامعة الدول العربية لاتخاذ ما يجب فوراً لدرء الفتن التي يحاول مثل هؤلاء إشعالها». الإمارات: الهجوم إفلاس أخلاقي وديني للحوثيين دانت الإمارات بأشد العبارات محاولة استهداف الميليشيات الحوثية الانقلابية منطقة مكةالمكرمة بصاروخ باليستي، مؤكدة أنه تصعيد خطر غير مسبوق، ويعد إفلاساً أخلاقياً لهذه المليشيات، ويؤكد أنه لا حدود دينية أو أخلاقية تردعهم عن إجرامهم واستفزازهم مشاعر المسلمين حول العالم. وقال وزير الخارجية والتعاون الدولي في الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أمس: «إن استهداف مكةالمكرمة بصاروخ باليستي يعد اعتداًء سافراً على أطهر بقاع الأرض، وعلى المقدسات الإسلامية، ويتجاوز كل الحرمات ويتعدى كل الحدود. وأضاف إن هذا العمل الإجرامي الدنيء يعري بصورة قاطعة معدن هذه الميليشيات والمتحالفين معها، مشدداً على أن هذا العمل الإجرامي يكشف مجدداً عن طبيعة التمرد الحوثي ودوره المتآمر على منطقتنا واستقرارها ويؤكد صواب موقفنا ضد التمرد والانقلاب على الشرعية في اليمن، ويزيدنا عزماً وإصراراً على النجاح في مهمتنا. وطالب العالمين؛ العربي والإسلامي، بالتكاتف والتعاضد للتصدي لهذا التصعيد الخطر ولكل من يستهدف مقدساتنا، وعلى رأسها قبلتنا الأولى مكةالمكرمة. الرئاسة اليمنية: لا يمكن القبول بأية تسوية مع تلك العصابات نددت الرئاسة اليمنية، بأشد عبارات الإدانة والرفض والاستنكار، بما وصفتها «الأعمال الدنيئة وغير المسؤولة» التي تنهجها الميليشيات الإرهابية الانقلابية للحوثي وصالح، ومن خلفها إيران، في محاولاتها المارقة والمجردة من القيم الإنسانية والدينية والأخلاقية استهداف المقدسات الدينية وقبلة المسلمين وخير بقاع الأرض، مكةالمكرمة الطاهرة. وأكدت الرئاسة في بيان أمس أن «تلك الأعمال تبرهن من خلالها تلك الجماعات الحمقاء أنها أضحت وسيلة رخيصة بيد أعداء الأمة الإسلامية، التي تفضح وتعبر عن نفسها يوماً بعد يوم أنها بعيدة كل البعد عن امتلاكها مثقال ذرة من وازع أو رابط ديني ذي صلة بالإسلام وتقاليده وتعاليمه السمحاء».