إسلام آباد، كابول - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - قصفت طائرات اميركية من دون طيار بالصواريخ مجمعين لناشطي «شبكة حقاني» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» في قرية درغه ماندي قرب مدينة ميرانشاه، كبرى مدن اقليم شمال وزيرستان القبلية (شمال غرب) امس، ما اسفر عن مقتل 11 ناشطاً على الأقل. واعتبر هذا الهجوم الثالث ضد «شبكة حقاني» خلال اقل من 24 ساعة، علماً ان 15 مسلحاً قتلوا في غارتين أخريين شُنتا على قرية بوشناراي بإقليم شوال وقرية اخرى جنوب ميرانشاه اول من امس. وكشف مسؤولون امنيون ان الطائرات الأميركية اطلقت سبعة صواريخ على المجمعين، فيما افاد سكان بأن المنازل المستهدفة يملكها زعيم قبلي يدعى باشا خان، والذي اجرّها لناشطي «حقاني» الذين لم تشملهم حتى الآن هجمات الجيش الباكستاني في منطقة القبائل، على رغم مطالبة الولاياتالمتحدة بذلك. وأدت موجة جديدة من الضربات الصاروخية الأميركية في منطقة القبائل بلغ عددها 12 منذ الثالث من الشهر الجاري الى مقتل 75 شخصاً، في وقت هددت حركة «طالبان» الأسبوع الماضي قوات الأمن الباكستانية بتنفيذ مزيد من الهجمات الانتحارية للانتقام من الضربات الصاروخية الأميركية التي تشكل عنصراً رئيساً في الحملة لمكافحة تمرد «طالبان» في افغانستان. وانتقد الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف الذي يعتزم العودة الى الساحة السياسية بشدة الغارات الجوية الأميركية خلال زيارته هونغ كونغ أمس. وقال: «انها انتهاك لسيادة باكستان. وشعبها لا يحبذ عبور قوات خارجية حدوده». وأشار مسؤول امني باكستاني الى ان تصعيد الضربات الصاروخية الأميركية كان متوقعاً على جانبي الحدود بالتزامن مع زيادة عدد القوات الأجنبية في أفغانستان. وقال: «هذا جزء من الاستراتيجية، وأعتقد بأنهم سيستمرون في تنفيذ هذه السياسة». ورأى محللون عسكريون ان تصعيد الغارات الجوية الأميركية خصوصاً في شمال وزيرستان قد يرتبط بتأخر باكستان في شن عمليات جديدة ضد «طالبان» في ظل انشغالها بالفيضانات المدمرة التي اجتاحت البلاد في آب (اغسطس) الماضي. وفي منطقة معبر خيبر الحدودي مع افغانستان، جرح 5 من رجال الأمن الباكستانيين في انفجار عبوة ناسفة لدى عبور موكبهم الذي توجه إلى معسكر تدريبي. وفي منطقة كرام القبلية (شمال غرب)، قتل 7 أشخاص على الأقل وجرح 11 آخرون في اشتباكات مستمرة منذ اسبوعين بين قبيلتي شالوزان وشالوزان تانجي بسبب نزاع على المياه. وأدت الاشتباكات إلى مقتل 36 شخصاً حتى الآن وجرح 50 آخرين. ويطالب السكان القوات الحكومية بإنهاء الاشتباكات وتأمين المياه. احتجاجات افغانية وقبل ثلاثة أيام من انتخابات برلمانية توعدت «طالبان» بتعطيلها، اطلقت الشرطة عيارات نارية في الهواء لتفريق آلاف المحتجين المناهضين للولايات المتحدة، ما ادى الى سقوط قتيل وجرح خمسة أشخاص على الأقل. وردد المحتجون «الموت لأميركا» و «الموت للمسيحيين» و «الموت لكارزاي» في أكبر احتجاجات منذ الاضطرابات التي اندلعت الأسبوع الماضي بسبب خطط قس أميركي لحرق مصاحف تراجع عنها لاحقاً. وفيما لوّح بعضهم بعلم الحركة، قال ذبيح الله مجاهد المناطق باسم «طالبان» إن «الحركة تعلم بالاحتجاجات، لكن ليس لها أي دور فيها. واستدرك: «ربما يكون الناس رفعوا أعلام طالبان لإبداء تعاطفهم مع الحركة». الى ذلك، وصل الرئيس الأفغاني كارزاي إلى باكستان في زيارة تستمر يومين لإجراء محادثات مع المسؤولين الباكستانيين في شأن مسائل تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين وبحث مسائل أمنية ودفاعية. واستقبل وزير الزراعة الباكستاني نزار غوندال كارزاي والوفد المرافق في قاعدة شاكلالا الجوية. والتقى لاحقاً الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري، كما سيجتمع مع رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني وقائد الجيش أشفق كياني ووزير الخارجية شاه محمود قريشي. على صعيد آخر، اعلن رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو ان قوات بلاده ستبقى «الوقت اللازم» في افغانستان، متعهداً بذل«ما في وسعه» لإنهاء مهمة هذه القوات في اسرع وقت. وكشف خلال جلسة مناقشة برلمانية تناولت مشاركة حوالى 1500 جندي اسباني في مهمات القوات الأجنبية في افغانستان، اعتقال اربعة مشبوهين في اعتداء استهدف ثلاثة اسبان في افغانستان في 25 آب (اغسطس) الماضي. ولفت الى ان كلفة المشاركة الإسبانية في قوات الأطلسي في افغانستان بلغت 1,9 مليار يورو (نحو 2,47 بليون دولار)، مذكراً بأهمية هذه المشاركة في تنمية افغانستان وفي خدمة الأمن الإقليمي والعالمي.