كثف طيران التحالف العربي أمس، غاراته على مواقع ومعسكرات ميليشيات جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي صالح في محيط صنعاءومحافظات صعدة وعمران ومأرب والحديدة، بالتزامن مع احتدام المعارك التي تخوضها القوات الحكومية ضد المتمردين في جبهات تعز ونهم وصرواح والضالع. في غضون ذلك، اتهم رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر إيران بتدريب ستة آلاف حوثي في طهران وبيروت. وقال خلال لقائه أمس في الرياض السفير الفرنسي لدى اليمن كريستيان تسو، إن «ميليشيات الحوثي فرضت الحرب على اليمنيين جميعاً عندما تحركت بسلاحها من صعدة إلى محافظة عمران والعاصمة صنعاء، ثم إلى بقية المحافظات، وقتلت الناس وفجّرت البيوت بدعم إيراني واضح وفعال». وجدد بن دغر رفض أي تسوية سياسية مع الانقلابيين الحوثيين لا تستند إلى «المرجعيات الثلاث»، في إشارة إلى رفض الحكومة الشرعية للنسخة الأحدث من خطة السلام التي اقترحها أخيراً مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ وتم تسريبها إعلامياً على نطاق واسع. وقال بن دغر: «نحن لا نبحث عن تهدئة فقط، بل عن سلام دائم، وفق المرجعيات الأساسية المتفق عليها المتمثلة في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية»، مؤكداً أنه من دون هذه المرجعيات «سيكون السلام في اليمن هشاً وضعيفاً وغير قابل للاستمرار». في هذا الوقت، ذكر ضابط أميركي كبير أمس، أن سفناً أميركية أو للتحالف اعترضت اربع شحنات أسلحة كانت مرسلة من إيران إلى الحوثيين وحلفائهم في اليمن. وقال الأميرال المساعد كيفن دونغان، إن الشحنات الأربع أوقفت على مراحل منذ نيسان (أبريل) 2015، بعد أسابيع من بدء التحالف العربي عملياته دعماً لقوات الرئيس عبد ربه منصور هادي، وكانت تتضمن رشاشات من طراز «كلاشنيكوف»، وصواريخ مضادة للدبابات والدروع، وبندقيات قنص ومعدات أخرى، وأنظمة تسليحية متطورة. وأوضح أن مسؤولي البحرية تمكنوا من تحديد وجهة السفن بالاعتماد على تحليل بيانات نظام تحديد المواقع «جي بي أس» ومقابلة الطاقم. ميدانياً، شن طيران التحالف العربي سلسلة غارات وصفت ب «الأعنف» على مواقع الحوثيين وقوات صالح في جبهة مديرية نهم عند الأطراف الشمالية الشرقيةلصنعاء على وقع مواجهات عنيفة بين القوات الحكومية والمليشيات، وأفادت مصادر الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بأن قواتهما المشتركة واصلت الضغط على مقاتلي الحوثي وصالح في جبال نهم وكبدتهم خسائر ضخمة في العتاد والأرواح. وأضافت أن ضربات التحالف طاولت تعزيزات للميليشيات في منطقة «بني حشيش» شرق العاصمة كانت متجهة إلى جبال نهم، كما استهدفت مواقعهم في مناطق «بران والمدفون ومحلي والسلطا» وامتدت إلى مواقع للمتمردين في مديرية صرواح غرب مأرب وإلى مواقع ومعسكرات في محافظات صعدة والحديدة وعمران. وفي محافظة تعز، قالت مصادر المقاومة والجيش الحكومي إن مواجهات اندلعت في ساعات الصباح في قرى الصيرتين والصيار وحمدة شرق مديرية الصلو في الريف الجنوبي لتعز. وأضافت أن قوات الشرعية استعادت قرية حمدة بعد معارك ضارية كما صدت هجوماً للميليشيات فى منطقة الشقب شرق جبل صبر وآخر في جبل هان غرب مدينة تعز. وأكدت المصادر مقتل عشرة حوثيين على الأقل وجرح 13 آخرين في مختلف جبهات القتال في تعز والتي امتدت إلى الريف الغربي في منطقة الوازعية، إلى جانب سقوط أربعة قتلى من عناصر الجيش وجرح عدد من المدنيين جراء القذائف الحوثية العشوائية المتساقطة على أحياء المدينة. من جهة أخرى، عثر أمس على جثة ضابط في الاستخبارات اليمنية بعد يومين من خطفه على يد عناصر من تنظيم «القاعدة»، وفق ما أفاد مسؤول في أجهزة الأمن أمس. وقال المسؤول الذي لم يكشف اسمه إن سكاناً عثروا على جثة الرائد في الاستخبارات عبدالله ناصر في مديرية الوضيع بمحافظة أبين بعد يومين من خطفه على يد مسلحي «القاعدة»، مضيفاً أن الجثة كانت مصابة بطلقات نارية، ومرمية على قارعة الطريق.