دارت اشتباكات عنيفة بين أفراد الجيش اليمني والمقاومة الشعبية مسنودة بقوات التحالف العربي من جهة وبين ميليشيات الحوثي والرئيس السابق علي صالح من جهة أخرى في مناطق عدة بتعز، أسفرت عن مصرع قيادي كبير في جماعة الحوثيين، مقرب من زعيمها عبدالملك. وأكد مصدر في المقاومة ل «الحياة» مصرع القيادي الحوثي ذياب علي أبو نسران في جبل هان غرب مدينة تعز على يدي القوات الشرعية، وهو مندوب لزعيم الجماعة المتمردة عبدالملك الحوثي، وتحت إشراف القيادي العسكري علي أبو الحاكم. ووصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري الى جدة مساء أمس وصرح مسؤول أميركي يرافق كيري أنه سيعقد لقاءات اليوم وغداً مع المسؤولين السعوديين ومسؤولين خليجيين ومع المبعوث الدولي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ، وسيبحث معهم اقتراحات لإنهاء النزاع في اليمن واستئناف محادثات السلام التي توقفت بعد إعلان الحوثيين وصالح «المجلس السياسي». كما قال المسؤول الأميركي إن كيري سيطلع المسؤولين الخليجيين على نتائج اللقاءات التي أجرتها الولاياتالمتحدة مع روسيا في شأن الأزمة السورية. ميدانياً كثفت المدفعية السعودية أمس قصف تحصينات لمسلحي ميليشيا الحوثي والحرس الجمهوري التابع لصالح داخل الأراضي اليمنية قرب الحدود السعودية، وتمكنت المدفعية من تدمير التحصينات، فيما تمكن الجنود من صد مهاجمين كانوا يحاولون التسلل إلى الحدود باتجاه علب ونجران والخوبة، وإطلاق النار على الجنود المرابطين على الحدود، إلا أنهم تمكنوا من صدهم وسقط منهم عشرات القتلى، بينهم قياديون حاولوا الفرار من موقع المعارك، وقامت مروحيات «الأباتشي» بعمليات تمشيط واسعة تمكنت خلالها من كشف تحركات لمسلحين باتجاه منطقة الملاحيط وقصفت مواقعهم. الى ذلك، دهمت أربعة أطقم من عناصر ميليشيا الحوثي بقيادة أحمد الشهاري شقيق القيادي الحوثي أبو شهاب قرية البتراء، واقتحمت منزل عضو البرلمان اليمني الشيخ عبدالحميد البتراء بالحوبان شرق محافظة تعز. وأضاف المصدر أن الميليشيا اختطفت أبناء الشيخ عبدالحميد وأربعة من أقاربه، لاستخدامهم رهائن لتضغط بهم على والدهم. وواصل طيران التحالف أمس غاراته على مواقع الحوثيين والقوات الموالية لصالح في محافظات صعدة وحجة والحديدة وعمران وتعز بالتزامن مع التقدم المستمر للجيش والمقاومة في مختلف جبهات القتال لا سيما في تعز، وفي مديرية نهم شمال شرقي العاصمة. وأعلن محافظ تعز علي المعمري «نجاح المرحلة الأولى من عملية كسر الحصار المفروض على تعز من قبل الميليشيات الانقلابية» وأشاد أثناء زيارته منطقة «الضباب» المحررة ب «الانتصارات الكبيرة التي حققها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بدعم من قوات التحالف العربي لتحرير المنفذ الغربي». وكانت قوات الجيش والمقاومة المسنودة بدعم التحالف تمكنت في الأيام الأخيرة من تحرير منفذ الضباب وجبل هان الاستراتيجي ومنطقة حذران غرب تعز، إلى جانب تقدمها في عمق الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة الانقلابيين وصولاً إلى منطقة صالة المحاذية للحوبان (المنفذ الشرقي للمدينة) في وقت شهدت الجبهة الشمالية للمدينة تقدماً كبيراً باتجاه شارع الستين وهو آخر معاقل الميليشيا في هذه الجبهة. وفي جبهة صرواح غرب مأرب أفادت مصادر ميدانية بأن عمليات نوعية للقوات الحكومية أدت أمس إلى مقتل وجرح عشرة متمردين وتدمير عدد من الآليات والعربات العسكرية. كما استهدف طيران التحالف مواقع المتمردين في مديريات «كتاف وباقم وساقين» في صعدة وفي مناطق متفرقة من محافظة حجة المجاورة ومحافظة الحديدة الساحلية، إلى جانب سلسلة ضربات طاولت تعزيزات الحوثيين وقوات صالح في منطقة «الصلو» في الريف الجنوبي لتعز، ومواقع لهم ومخازن أسلحة في مديرية «حرف سفيان» شمال عمران. وقطعت طائرات التحالف إمدادات عسكرية في صعدة كانت في طريقها إلى المسلحين، كما قصفت عدداً من المواقع في صعدة وحجة، وتمكنت من تدمير مخزن للقذائف والأسلحة. على صعيد منفصل، قتل أربعة مسلحين يعتقد أنهم على صلة بتنظيم «القاعدة» في غارة لطائرة من دون طيار يرجح أنها أميركية استهدفت سيارة تقلهم في منطقة «نصاب» الواقعة شمال شرقي مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة الجنوبية، وأفادت مصادر قبلية بأن الضربة أدت إلى تدمير السيارة واحتراق جثث المسلحين الأربعة.