اعتقل الفلسطيني يوسف نواجعة (50 عاماً) قبل أربع سنوات، وحكم عليه بالسجن ستة أعوام، لكن قبل أشهر تعرّض لسكتة دماغية أدت الى إصابته بشلل نصفي وفقدان الذاكرة. وسارعت عائلته إلى توكيل محامين لتقديم طلب عاجل الى المحكمة الإسرائيلية للإفراج المبكر عنه، لكن المحكمة لم تحدد بعد جلسة للنظر في هذا الطلب. ورجّح وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، أن يلاقي الطلب المقدم إلى المحكمة في شأن نواجعة مصير الطلبات المماثلة التي قدمت للمطالبة بالإفراج عن مئات الأسرى الذين يعانون من أمراض مزمنة وخطيرة، وهو الرفض. وقال: «إسرائيل تمارس سياسة الموت البطيء بحق الأسرى المرضى، وهذه جرائم طبية منظمة أدت إلى سقوط المئات من الأسرى منذ عام 1967 بسبب عدم تقديم العلاج اللازم لهم». وتظهر بيانات هيئة شؤون الأسرى والمحررين وجود 1800 حالة مرضية في السجون الإسرائيلية، من بينها 120 حالة خطيرة. وتشير بيانات الهيئة إلى وجود أكثر من عشرين أسيراً مريضاً بشكل دائم في مستشفى سجن الرملة الإسرائيلي، وهم كل من: خالد الشاويش، ومنصور موقدة، والمتوكل رضوان، ومعتصم رداد، وناهض الأقرع، ومحمد براش، ومراد سعد، وبسام السايح، ويوسف نواجعة، وجلال شراونة، وممدوح عمرو، ويسري المصري، ومراد أبو معليق، وسامي أبو دياك، وأشرف أبو الهدى، وحسن القاضي، وفؤاد الشوبكي، وسعيد مسلم، وبهاء عودة، وأيمن الكرد، وخليل شوامرة وغيرهم. وقال قراقع إن السياسة التي تتبعها السلطات الإسرائيلية تقوم على إطلاق الأسير المريض في حال واحدة هي الموت. وأضاف: «رفضت السلطات الإسرائيلية إطلاق إسرى مصابين بأمراض خطيرة، مثل السرطان والقلب وغيره، ولم تطلق سراحهم إلا بعد وفاتهم». وتعتقل السلطات الإسرائيلية أسرى مضى على اعتقالهم أكثر من 35 عاماً. وتجاوزت أعمار بعض الأسرى سبعين عاماً، مثل فؤاد الشوبكي وغيره، لكن السلطات الإسرائيلية ترفض إطلاق أي منهم. وأشار قراقع إلى أن السلطة الفلسطينية تعد لإطلاق حملة دولية لإنقاذ حياة الأسرى المرضى الذين يعانون أمراضاً خطيرة وباتت حياتهم مهددة بالخطر الشديد. وأضاف: «سنطالب الأممالمتحدة ومؤسسات حقوق الإنسان الدولية بالتحرك والعمل على إنقاذ حياة أسرانا الذين يموتون في السجون الإسرائيلية». وتعرضت منازل عدد من الأسرى المرضى في الأيام الأخيرة إلى عمليات دهم من جانب قوات الاحتلال. وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في بيان لها أمس، إن قوات الاحتلال ورجال مخابرات دهموا منزل رضوان في قلقيلية وأجروا تفتيشات استفزازية فيه، علماً أن رضوان المحكوم بالسجن 22 عاماً، هو واحد من الأسرى المعتقلين بصورة دائمة في مستشفى الرملة الإسرائيلي، ويعاني من أورام. من جهة ثانية، أعلن الأسير سامر العيساوي خوض إضراب مفتوح عن الطعام للمطالبة بإنهاء معاناة الأسرى المرضى، وإنهاء معاناة الأسيرات في سجن الدامون ونقلهن إلى سجن قريب من المحاكم، وتوفير العلاج المناسب لهن والسماح لمنظمة «أطباء بلا حدود» بزيارتهن. وكان الأسير العيساوى، وهو من محرري صفقة تبادل الأسرى مع السلطات الإسرائيلية، خاض إضراباً مفتوحاً عن الطعام استمر أشهراً.