قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس (الأربعاء) إن ضربات جوية أميركية استهدفت الأحد الماضي اثنين من أبرز زعماء تنظيم «القاعدة» في أفغانستان. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع بيتر كوك في بيان إن «الجيش الأميركي لا يزال يقيم نتائج الضربات التي استهدفت القياديين في مواقع للقيادة والسيطرة في بمناطق نائية في إقليم كونار. وأوضح أن أحد المستهدفين هو زعيم التنظيم المتطرف في شمال شرقي أفغانستان فاروق القحطاني الذي «كان من كبار المخططين للهجمات على الولاياتالمتحدة وله تاريخ طويل من توجيه الهجمات الدموية ضد القوات الأميركية وحلفائنا». وتابع: «المستهدف الثاني هو بلال العتيبي الذي شارك في جهود لإعادة تأسيس ملاذ آمن في أفغانستان لتهديد الغرب انطلاقاً منه، وفي جهود لتجنيد وتدريب مقاتلين أجانب». وقال مسؤولون أميركيون فضلوا عدم الكشف عن هوياتهم إن «الضربات الجوية التي نفذت بطائرات دون طيار كانت أهم هجمات ضد التنظيم في أفغانستان منذ أعوام. ونفذت الضربات، بحسب ما أفاد مسؤول فضل عدم كشف هويته، بإطلاق صواريخ «هيلفاير» عدة بشكل متزامن على مجمعين مختلفين، موضحاً أن الولاياتالمتحدة تبحث عن القحطاني منذ أربعة أعوام وأن وكالات أميركية عدة شاركت في عملية تعقبه واستهدافه. ووصف المسؤول القحطاني بأنه المسؤول الأول في القاعدة في أفغانستان، بينما العتيبي هو الثاني أو الثالث في سلسة القيادة. وبحسب ما أفاد المتخصص في شؤون جنوب آسيا لدى مركز «وودرو ويلسون» مايكل كوغلمان «ثمة شيء محبط في ما يتصل بحقيقة أن الولاياتالمتحدة ما زالت تحاول القضاء على زعماء القاعدة وملاذاتها الآمنة في أفغانستان». وقال مسؤولون عسكريون إن الطائرات الحربية الأميركية نفذت نحو 700 ضربة جوية هذا العام حتى الآن، مقارنةً مع حوالى 500 ضربة في أفغانستان العام الماضي بكامله، في ما يشير إلى تزايد دور قواتها والذي يتوقع أن يستمر في المستقبل المنظور. وفي ضوء عدم وضوح نهاية في الأفق لإحدى أطول حروب أميركا، فإن أي قرارات في شأن مستقبل الضربات الجوية ونحو 9000 جندي أميركي سيبقون في أفغانستان ستعود إلى الفائز في انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.