قال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر اليوم (الثلثاء) بدء الاستعدادات لعزل مدينة الرقة، «عاصمة» تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) في سورية، وذلك تزامناً مع الهجوم المستمر على مدينة الموصل العراقية. وقال كارتر في مؤتمر صحافي أعقب اجتماعاً في باريس مع 13 وزير دفاع دولة مشاركة في التحالف الدولي ضد المتطرفين «بدأنا الاستعدادات لعزل الرقة»، موضحاً أن «قوات محلية» ستتولى استعادة هذه المدينة. في سياق متصل، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو خلال مقابلة مع قناة «كانال 24» التلفزيونية اليوم إن تركيا ستتخذ إجراءاتها ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية في شمال سورية ما لم ينسحب المقاتلون من منبج إلى شرق نهر الفرات. ومن جهته، قال ممثل «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي خالد عيسى في فرنسا اليوم إن «الجيش التركي يستخدم المدفعية والطائرات لشن هجوم واسع ضد السوريين الأكراد ومنعهم من السيطرة على الرقة، مستغلاً تركيز الإعلام والمجتمع الدولي على مدينة الموصل». وتابع عيسى ان «قوات سورية الديموقراطية» المؤلفة من قوات عربية وكردية خصوصاً وتحظى بدعم الولاياتالمتحدة، تمكنت من «تحرير عدد من القرى التي يحتلها داعش الى الشمال الشرقي من حلب»، وذلك في طريقها نحو محافظة الرقة (شمال شرق). وأضاف أن «الهدف من القصف المدفعي والجوي التركي الكثيف لمواقع قوات سورية الديموقراطية في هذه المنطقة (...) هو في جزء منه لمنع تلك القوات من قطع طرق امدادات داعش الى الرقة، والسماح لتركيا بالاحتفاظ بالسيطرة على 70 كيلومتر من حدودها مع سورية». وتابع «لا نستطيع القتال والتوجه نحو الرقة، بينما الجيش التركي يقصفنا. الظروف غير متوافرة لاستعادة الرقة» واتهم عيسى حكومة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان «بالمسارعة الى انقاذ داعش»، داعياً فرنسا والدول الأخرى الاعضاء الدائمة في مجلس الأمن الدولي إلى «وضع نهاية لتصرفات اردوغان غير المسؤولة التي تعيق القتال ضد داعش». وكان الجيش التركي أعلن السبت الماضي انه قصف مواقع القوات الكردية في شمال سورية للمرة الثانية في أقل من 72 ساعة. وفي سياق متصل، أعلن الأمين العام ل «حلف شمال الأطلسي» ينس ستولتنبرغ اليوم، قيام طائرات «اواكس» الاستطلاعية التابعة للحلف بالمهمة الأولى لها دعماً للتحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد «داعش». وأشار ستولتنبرغ في بروكسيل إلى أن الطلعات الأولى جرت الخميس الماضي. وأضاف أن الحلف «ملتزم بدعم عمليات التحالف لهزيمة داعش نهائياً». وتشارك جميع دول الحلف ال 28 في التحالف، إلا أن بعضاً منها ترددت في المشاركة مباشرة في النزاع في سورية، ولذلك اقتصرت طلاعات الطائرات على التحليق في الأجواء الدولية أو فوق أجواء تركيا العضو في الحلف، حيث يمكنها القيام بعمليات استطلاع في سورية والعراق. وقال ستولتنبرغ إنه على رغم أنه لا يستطيع الافصاح عن دور تلك الطائرات بدقة إلا أنها «لن تشارك في العمليات القتالية». وهذه الطائرات مزودة بأجهزة رادار قوية تتيح لها مراقبة الأجواء على بعد مئات الكليومترات، كما يمكن أن تكون مراكز قيادة لتنسيق القصف الجوي وغيره من العمليات.