أكد الرئيس السوري بشار الاسد خلال لقائه المبعوث الرئاسي الفرنسي لعملية السلام جان كلود كوسران أهمية «التنسيق مع تركيا من اجل البناء على ما تم التوصل اليه في المفاوضات غير المباشرة عبر الوسيط التركي» قبل توقفها بسبب العدوان الاسرائيلي على غزة في نهاية العام 2008. وكان الاسد استقبل كوسران في دمشق صباح امس بحضور وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان والسفير الفرنسي اريك شوفالييه. وكانت مصادر ديبلوماسية غربية قالت ل»الحياة» ان المبعوث الاميركي لعملية السلام السيناتور جورج ميتشل سيصل الى دمشق بعد غد الخميس، في رابع زيارة له منذ تعيينه في هذا المنصب من قبل الرئيس باراك اوباما. وافاد بيان رئاسي ان كوسران نقل الى الرئيس الاسد «رسالة خطية» من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي «تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين والرغبة في تطويرها، وأهمية الاستمرار في التنسيق والتشاور بين سورية وفرنسا»، وان الاسد عرض للمبعوث الفرنسي «الرؤية السورية من موضوع السلام، مؤكدا سعي سورية الدائم لتحقيق السلام العادل والشامل المبني على أساس قرارات الشرعية الدولية. كما أكد أهمية التنسيق مع تركيا في هذا الشأن من أجل البناء على ما تم التوصل إليه في المفاوضات غير المباشرة عبر الوسيط التركي». واشار البيان الى ان الرئيس السوري «اعرب عن تقديره للجهود التي تقوم بها فرنسا والرئيس ساركوزي بهذا الخصوص، وعن أمله في رؤية تطورات حقيقية في عملية السلام رغم أن السياسات الإسرائيلية لا توحي بذلك». واذ جرى «التطرق الى العلاقات المتميزة والمتنامية بين البلدين والتي تسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة»، اعرب كوسران عن «رغبة بلاده في المزيد من التعاون مع سورية بسبب دورها المركزي في أي عملية تسوية ولدورها المهم في إيجاد الحلول المناسبة للمسائل القائمة في المنطقة». ونقل البيان عن كوسران تأكيده ان باريس «مصممة على المساهمة في تحقيق السلام». وكان الرئيس السوري زار باريس في تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي بعد مشاركته في قمة «عملية برشلونة: الاتحاد من اجل المتوسط» في تموز (يوليو) 2008. كما زار ساكوزي دمشق في ايلول (ٍسبتمبر) 2008 وكانون الثاني (يناير) 2009. وقرر الرئيس الفرنسي تعيين كوسران مبعوثا رئاسيا لعملية السلام بعد سلسلة من المشاورات بين المؤسسات الفرنسية وتوصيات قدمها نيكولا غالييه مساعد الامين العام للرئاسة الفرنسية جان كلود غيان. وكانت المصادر الديبلوماسية الغربية قالت ل»الحياة» ان كوسران سيقوم بزيارتين منفصلتين الى كل من اسرائيل وسورية قبل زيارة ثالثة الى انقرة، في ضوء قرار ساركوزي تعيينه مبعوثا لعملية السلام.