لربما غامرت أمانة مدينة جدة ولعلها لم تحسن حساب الأمور جيداً، بيد أن الأكيد أن «مهرجان جدة» الخاص بالعيد هذا العام بدأ تراثياً بشكل غير مسبوق وليس مهرجاناً طابعه نكهة العيد بطقوسه التي تعارف عليها الناس وتوقعوا معايشتها. وما إن تتجول ما بين مواقع الفعاليات التي بدأت من «بيت نصيف» مروراً ب «ميدان البيعة» و«كورنيش الحمراء» وصولاً إلى «أبحر الجنوبية» لا ترى غير الفرق الشعبية التي تنفذ العروض التراثية الوطنية ويحيط بها السعوديون وغيرهم من كل جانب. فما بين «فرقتي أبو سراج» و«صدى الحجاز» اللتين تعنيان بالتراث المحلي هناك فرقة عربية من اليمن التي تختص بالتراث اليمني الأصيل، وأخرى من باكستان تعنى بالتراث الباكستاني. وصاحبت الفعاليات التي لم تكن موفقة بعكس مظاهر العيد المتعارفة، بعض الهفوات في «مهرجان منطقة الحمراء»، إذ لم تبدأ الفعاليات في هذا الموقع عند الساعة التاسعة مساء وفق ما كان مقرراً لها بل انطلقت عند الساعة ال11 ليلاً واستمرت مدة ساعة واحدة فقط إذ أنهت فعالياتها في ال12 ليلاً. وفي «ميدان البيعة» اعتلى المواطنون والمقيمون الأرصفة المجاورة للميدان بعد أن امتلأت المواقف المجاورة لمقر المهرجان، ما أدى إلى احتجاز الفرقة الباكستانية التي أنهت عرضها بعد نصف ساعة فقط نتيجة إيقاف محبي الفن التراثي سياراتهم أمام مدخل موقع المهرجان. من جانبه، عزا مدير بلدية جدة التاريخية مدير السياحة والثقافة في أمانة مدينة جدة المهندس سامي نوار إنهاء المهرجان بعد وقت وجيز من بدء فعالياته، إلى تأخر الفرقة الباكستانية عن الموعد المقرر حضورها فيه. وفي ما يختص بمهرجان العيد في «كورنيش الحمراء» أكد نوار أن فعالياته لم تستمر سوى ال11 مساء، وأن محبي التراث توافدوا بشكل كبير أمام «ميدان البيعة»، موضحاً أن المشكلة التي واجهت اللجنة المنظمة من أمانة جدة تمثلت في عدم إيجاد حل لإخراج الفرقة التي أحيت أعمال المهرجان عقب انتهاء عروضها بسبب تكدس سيارات المواطنين أمام بوابة «الميدان» الذي أقيمت فيه الفعاليات، ما أدى إلى تأخر خروجها فترة من الزمن لم تنته إلا بعد التعامل مع السيارات الموجودة هناك من قبل الجهات المختصة. وأفاد نوار أن الفرق الشعبية قدمت ألواناً عدة من العروض الشعبية مثل العجل والبحري والخبيتي والمزمار، إضافة إلى الكثير من المسرحيات الفكاهية المقدمة من قبل الفرق للأطفال، كما وزعت على الأطفال الحلوى والهدايا، إلى جانب أنه تم السماح للأطفال بالمشاركة على المسرح لتقديم الأناشيد المحببة لهم. وزاد: «إن هذه الفرق سيتم تدويرها في ما بين مواقع الفعاليات الأربعة التي حددتها أمانة مدينة جدة»، رافضاً في الوقت ذاته تحديد ما إذا كانت «أمانته» قد توصلت إلى أهدافها المرجوة من عدمها، مبيناً أن الحكم على مثل هذه الأمور بمجانبة النجاح أو تحققه يعد أمراً سابقاً لأوانه وهو متروك للمجتمع نفسه وليس «الأمانة»، لافتاً إلى أن فرحة الناس بالعيد تظهر جلية وواضحة عند الذهاب للأماكن العامة من تجمعهم بمناسبة عيد سواء في فعاليات «الأمانة» أو غيرها.