فيما واصلت القوات العراقية هجومها على الموصل، بدأت، بعد اقتحام الأكراد بلدة بعشيقة وإعلانهم السيطرة عليها، تضييق الخناق على «داعش» داخل المدينة. لكن التنظيم فاجأ هذه القوات بهجوم على الرطبة القريبة من الحدود مع الأردن والتي استعادها الجيش قبل شهر ونصف شهر، وسيطر على بعض الأحياء، في مسعى لتخفيف الضغط عنه في الجبهة الرئيسية. جاء ذلك، فيما كان وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر يزور أربيل، بعد بغداد، للبحث في مسار معركة الموصل التي يدعمها التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة. وعلى رغم نفي رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أول من أمس، تصريحات كارتر عن اتفاق مبدئي بين أنقرةوبغداد على مشاركة القوات التركية في الحرب على «داعش»، أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أمس أن هذه القوات ساعدت الأكراد بقصف مدفعي، بطلب من «البيشمركة»، طاول مواقع التنظيم قرب بعشيقة. وكان «داعش» ردّ الجمعة بهجوم مفاجئ على كركوك التي يسيطر عليها الأكراد، وبعد مرور يومين ما زالت قوات الأمن تتعقّب المسلحين الذين شاركوا في الهجوم، في المناطق الريفية شرق المدينة. وما زال الغموض يلف طريقة تسلُّل حوالى 100 مسلح من عناصر التنظيم إلى كركوك، والانتشار فيها قبل أن تتمكّن قوات الأمن من القضاء على معظمهم، وتفيد معلومات بأن بعضهم ما زال مختبئاً في الأحياء الجنوبية. إلى ذلك، فاجأ مسلحو التنظيم أمس القوات العراقية بهجوم على بلدة الرطبة (في محافظة الأنبار) بخمس سيارات مفخّخة قادها انتحاريون، وسيطروا لفترة وجيزة على مكتب رئيس البلدية وبعض الأحياء. وخلال زيارته بغداد التقى كارتر العبادي السبت، كما التقى أمس في أربيل رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني الذي أبلغه أن «البيشمركة» سيطرت على بعشيقة. وقال قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ستيفن تاونسند إن معلوماته «تظهر أن الرئيس بارزاني على حق وأن هناك نجاحاً كبيراً في البلدة». لكنه أضاف: «لم أتلقَّ تقريراً يؤكد تطهير كل المنازل وقتل كل داعشي وإزالة كل عبوة ناسفة». وزاد أن «بعشيقة واحدة من البلدات خارج الموصل أخلاها داعش من السكان وحوّلها إلى حصن خلال العامين الماضيين». في أنقرة، أعلن يلدريم أمس أن القوات التركية قصفت مواقع «داعش» في بعشيقة، «بطلب من البيشمركة وسنقدم لها الدعم بالمدفعية والدبابات و (صواريخ) هاوتزر». وقال قائمقام قضاء الرطبة عماد الدليمي ل «الحياة» إن «داعش هاجم فجراً (أمس) القضاء من ثلاثة محاور، وتمكّن بعض عناصره من التسلُّل إلى الداخل واحتلال بعض المناطق». وأشار إلى أن «القطعات تمكّنت من السيطرة على الوضع، لكن مناوشات استمرت مع المتسلّلين في محاولة للقضاء عليهم». وذكر أن «وحدات مشتركة من «الجيش وفوج الطوارئ وحرس الحدود وأبناء العشائر اشتبكت مع عناصر التنظيم على أطراف الرطبة، وأرسلت بعض التعزيزات، وكانت السلطات المحلية طالبت منذ زمن بتعزيزات أمنية كبيرة بسبب طبيعة المنطقة الصحراوية التي تحتاج إلى سلاح الطيران». وتابع: «تأخرت العمليات المشتركة في تلبية هذه الطلبات». كما «انتقد تأخُّر الحكومة في إصدار أوامر لتجنيد متطوّعين من أبناء القضاء وتأخرها في دفع رواتبهم». مصادر أمنية في الرطبة قالت ل «الحياة» إن عناصر «داعش» تمكّنوا من فرض سيطرتهم على «أحياء الانتصار والعسكري والميثاق والدراعمه والزيتون والحاره والمطار وجسر الكرابله، ونشروا قناصة فوق المساجد».