في اليوم السابع من معركة الموصل، شنت قوات «البيشمركة» الكردية هجوماً على بلدة بعشيقة شمال شرقي الموصل في إطار حملة أوسع نطاقاً لاستعادتها من قبضة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الذي شن صباحاً هجوماً على مركز قضاء الرطبة في محافظة الأنبار غرب العراق. وقال المقدم محمد الدليمي، الضابط في عمليات تحرير الأنبار اليوم (الأحد) أن «داعش هاجم مركز قضاء الرطبة من 3 محاور»، موضحاً أن «الاشتباكات العنيفة بين القوات العراقية ومسلحي التنظيم ما زالت مستمرة، وهناك قتلى وجرحى من الجانبين» من دون إعطاء أي حصيلة محددة. تتزامن هذه التصعيدات الميدانية مع وصول وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر إلى أربيل في كردستان العراق، ولقائه رئيس الإقليم مسعود بارزاني، وبحث دور «البيشمركة» في معركة الموصل التي انطلقت فجر الإثنين الماضي. واستغرق اللقاء 20 دقيقة تم فيه «بحث احتمالات معركة الموصل ومرحلة ما بعد التحرير» على حد قول رئيس ديوان رئاسة إقليم كوردستان فؤاد حسين في تصريح إلى موقع «رووداو» الكردي. وأشاد كارتر ب «التنسيق التام» بين القوات الحكومية العراقية والقوات الكردية في المعركة، على رغم التوتر الكامن بين بغداد والحكومة المحلية في أربيل. وكان كارتر التقى أمس العبادي في بغداد محاولاً إقناعه بأهمية دور تركيا في المعركة، لكن العبادي جدد رفضه التدخل التركي، وقال: «إذا احتجنا إلى مساعدة فسنطلبها من تركيا أو بقية دول الجوار». وتمكنت «البيشمركة» من استعادة مناطق شمال الموصل وشرقها، وتنص خطة الهجوم العراقية على أن يتوقف المقاتلون الأكراد على بعد حوالى 20 كيلومتراً من المدينة ليتركوا القوات الحكومية تتولى عملية دخول الموصل. وفي شأن متصل، تحدث البابا فرنسيس اليوم، عن المعارك و«القتل بدم بارد» حول الموصل، داعياً إلى الصلاة من أجل «مستقبل آمن والسلام والمصالحة» في العراق. وقال أمام عشرات آلاف المصلين «إنني قريب في هذه الساعات الرهيبة من الشعب العراقي بأكمله، خصوصاً سكان الموصل». وتابع البابا «نشعر بالصدمة بسبب أعمال العنف الشنيعة التي ترتكب منذ مدة طويلة ضد المواطنين الأبرياء من مسلمين ومسيحيين أو أفراد الجماعات العرقية والأديان الأخرى»، وأكد «أشعر بالحزن خصوصاً لدى السماع بجرائم قتل بدم بارد ترتكب ضد العديد من الأبناء في هذه الأرض الحبيبة، وبينهم أطفال. هذه القسوة تدفعنا إلى البكاء وتتركنا عاجزين عن الكلام». وأعرب عن تضامنه مع العراقيين وقال إنه يصلي «للعراق لكي يكون قوياً ليتمكن من التقدم نحو مستقبل آمن والمصالحة والسلام، على رغم الشدائد التي تلم به».