نفت قيادة خفر السواحل الليبي اتهام منظمة «سي ووتش» الإنسانية التي تتخذ من ألمانيا مقراً وتدير سفن إنقاذ قبالة ساحل ليبيا، وحداتها بمهاجمة قارب إنقاذ مطاطي أقلّ حوالى 150 مهاجراًً أول من أمس، ما أدى إلى سقوط غالبيتهم في البحر وغرق أربعة على الأقل وفقدان 15 آخرين. وقال الناطق باسمها أيوب قاسم، «اعتلى قائد دورية فقط متن أحد 3 قوارب جرى رصدها وسأل الطاقم عن سبب وجود القارب في المياه الليبية، ولكنه لم يُجب بطريقة منطقية فطلب منهم المغادرة. وهذا يعتبر خرقاً وعدم احترام للسيادة الليبية استناداً إلى الأعراف والقوانين الدولية». وزاد: «نطالب سي ووتش بإثبات واقعة الهجوم إذا كانت على حق»، علماً أن المنظمة كانت قالت إن «سفينة تابعة لها انخرطت مع القارب لتقديم سترات نجاة، وتواجدت على بعد نحو 14 ميلاً بحرياً قبالة ساحل زوارة الليبي، في حين أن المياه الإقليمية تنتهي على بعد 12 ميلاً بحرياً قبالة الساحل». وكانت المنظمة أفادت بأن «رجلاً واحداً على الأقل قفز من السفينة الليبية إلى القارب المطاطي وضرب المهاجرين بهراوة ما تسبب بذعر جماعي أدى إلى تدمير إحدى صمامات القارب، وسقوط غالبية ال150 راكباً في المياه، بينما لم تستخدم أسلحة نارية». واتهمت المنظمة خفر السواحل الليبي بالابتعاد بسرعة حين سقط المهاجرون في البحر بدلاً من إنقاذهم، مؤكدة استهداف الدوريات عملياتها للإنقاذ، ما يجعل الوضع خطراً جداً». وكثيرا ما تكون عمليات إنقاذ المهاجرين في ليبيا معقدة، حيث تكافح حكومة طرابلس المدعومة من الأممالمتحدة لفرض سيطرتها على البلاد، كما أن عمليات خفر السواحل تحت التجهيز وتدير وحدات الشرطة كتائب مسلحة متنافسة. ووسط هذا التوتر، استقبلت سفينة «سييم بايلوت» النروجية التي تنفذ دوريات في المنطقة لحساب هيئة «فرونتكس» الأوروبية ليل الجمعة، حوالى ألف مهاجر أنقذتهم ناقلة نفط قبالة صبراتة. وأفاد خفر السواحل الإيطالي الذي ينسق جهود الإنقاذ في المنطقة، بأن أكثر من 3300 مهاجر أنقذوا الجمعة، ما يرفع إلى حوالى 7 آلاف عدد الذين أنقذوا منذ الأحد الماضي. على صعيد آخر، دافعت اليونان عن قرارها إعادة مجموعة من السوريين إلى تركيا، غداة تعرضها للانتقاد من جانب مفوضية الأممالمتحدة للاجئين. وأبدت المفوضية «قلقها البالغ» من إعادة عشرة من طالبي اللجوء السوريين إلى تركيا «من دون النظر في طلبهم نيل لجوء». وكان السوريون ضمن مجموعة من 91 شخصاً وصلوا جزيرة ميلوس اليونانية في 9 تشرين الأول (أكتوبر). وجرت إعادتهم إلى أضنة في تركيا، وفق مفوضية اللاجئين. واعتبرت وزارة حماية المواطن اليونانية أن انتقادات مفوضية اللاجئين «لا أساس لها، إذ إن أياً من السوريين العشرة المعادين لتركيا أبدى رغبته في اللجوء إلى اليونان، وإعادتهم تمت في إطار الاتفاق التركي الأوروبي حول الهجرة، والذي أبرم في آذار (مارس) الماضي. ووافقت تركيا بموجب الاتفاق على استقبال مهاجرين وافدين إلى اليونان في مقابل إرسال سوريين من مخيمات اللجوء إلى الاتحاد الأوروبي في إطار برنامج لإعادة توزيعهم.