في وقت تقدم وزير الدفاع المصري السابق عبدالفتاح السيسي بأوراق ترشحه في الانتخابات الرئاسية المقررة الشهر المقبل، استنفرت حملة منافسه المحتمل حمدين صباحي لجمع التوكيلات خارج المحافظات الرئيسة لتحقيق التوازن الجغرافي الذي يفرضه القانون، على رغم تجاوزها عدد التوكيلات المطلوب. (للمزيد) ميدانياً، قُتل طالب في كلية دار العلوم في جامعة القاهرة خلال اشتباكات عنيفة بين قوات الشرطة وطلاب مؤيدين لجماعة «الإخوان المسلمين» والرئيس المعزول محمد مرسي نظموا مسيرات في جامعة القاهرة، وجُرح صحافي ومصور في الاشتباكات، فيما قضت محكمة بوضع جماعة «أنصار بيت المقدس» على لائحة المنظمات الإرهابية. وكان المستشار القانوني للسيسي المحامي محمد أبو شقة حمل أوراق ترشح موكله إلى لجنة الرئاسيات، ووزعت الحملة الانتخابية صوراً لأفراد شركة أمن خاصة يحملون صناديق تضم توكيلات الناخبين التي أوضحت الحملة في بيان أنها بلغت 200 ألف توكيل، متخطية بذلك العدد المطلوب. ويُلزم القانون المرشح بجمع 25 ألف توكيل بواقع ألف توكيل على الأقل من 15 محافظة مختلفة. وتجد حملة صباحي صعوبة في تأمين التوزيع الجغرافي المطلوب، على رغم تمكنها من جمع عدد التوكيلات المطلوبة. ونشر مدير حملة صباحي حسام مؤنس كلمة مصورة دعا فيها مؤيدي صباحي إلى «تكثيف الجهد في جمع التوكيلات خلال الأيام القليلة المقبلة». وخص أهالي 8 محافظات بالشكر لجمعهم التوكيلات المطلوبة، ودعا محافظات منطقة الصعيد والمنوفية إلى عمل توكيلات، وأبدى ثقته في «الانتصار». وقال ل «الحياة» الناطق باسم الحملة تامر هنداوي: «لم يتم حصر التوكيلات المطلوبة حتى الآن... هناك بعض المحافظات لم تصلنا توكيلات المؤيدين منها، ونكثف نشاطنا للانتهاء من فرز التوكيلات وجمعها تمهيداً للتقدم بالأوراق قبل الأحد المقبل». ومن المقرر أن يغلق الأحد المقبل باب الترشح للرئاسة، قبل أن تعلن اللجنة القضائية المشرفة على الاستحقاق القوائم النهائية للمرشحين بعد النظر في طعون المستبعدين، لتنطلق الدعاية الانتخابية مطلع الشهر المقبل. وكان السيسي شدد في لقاء مع المجلس القومي للمرأة على أن «لا مكان للحكم الشمولي في مستقبل مصر على الإطلاق»، مشيراً إلى أن «الحالة المصرية لن تسمح بأن يكون هناك من يقود الدولة بنظام شمولي، أو أن تتم إدارتها بطريقة غير ديموقراطية». وبدا أن السيسي يريد، من خلال بيان لحملته، طمأنة المتخوفين من ترشحه، إذ نقل تعهده «عدم العودة إلى الوراء، والشعب المصري الذي خرج في ثورتين عظيمتين لا يمكن أحداً أن يسيطر عليه أو يتحكم في مصيره، خصوصاً بعد ما شهدته البلاد من تطور سياسي ضخم في السنوات الماضية». ورأى أنه على أنه «لن يستطيع أحد استدعاء ما قبل ثورة 25 يناير، ولن يسمح بذلك مهما كانت الظروف والتحديات». إلى ذلك، عادت أمس الاشتباكات بين الشرطة والطلاب في شكل أكثر عنفاً، إذ نظم مئات الطلاب مسيرات طافت حرم جامعة القاهرة، قبل أن تحاول الخروج إلى الشارع لتشتبك معها الشرطة وتدور مواجهات عنيفة قُتل خلالها طالب وجُرح صحافي ومصور. وقضت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة أمس بتصنيف تنظيم «أنصار بيت المقدس» ضمن «الجماعات الإرهابية». وصدر الحكم في ضوء دعوى قضائية أقامها محام استند إلى «إعلان التنظيم ارتكاب أعمال إرهابية أخلت بالأمن واستقرار البلاد».