يبدو أن الصحافة لم تعد سلطة رابعة إطلاقاً، (ولا حتى عاشرة)، إذ جرّمت «صحة الطائف» كل صحافي يجف حبر قلمه قبل أن يكمل إبراز مجهوداتها بصورة تشبع غرور القائمين عليها، إذ ودّعت آخر ليالي وأيام شهر الصوم وهي تلقي التهم جزافاً من دون تروٍّ!.وأثار إعلان «صحة الطائف» على لسان ناطقها الإعلامي سعيد الزهراني تحوّل الصحافيين إلى مجرمين، حفيظة المنتمين إلى الوسط الإعلامي في المحافظة كافة، وقال الصحافي في صحيفة الوطن الزميل فالح القثامي ل«الحياة»: «إن ربط الصحافيين بالجريمة أمر مرفوض بتاتاً، خصوصاً تعميم الصحة الذي جرّم كل صحافي لم يمتدح أداء القائمين على الإدارة، ولا أدري ما ذنب الصحافيين المتخصصين». وذهب إلى أن تسليط الضوء سلباً على «صحة الطائف» من دون غيرها من قبل الإعلاميين لم يأت من فراغ بل جاء جراء ثغرات يلزم تلافيها كي تبقى في أمان من تناول الأقلام الصحافية، «إذ إن الصحافة مرآة المسؤول التي يكتشف من خلالها ما يدور في أروقة المنشآت الصحية». وفي الإطار ذاته، ذكر الصحافي في صحيفة عكاظ نايف الحارثي أن «صحة الطائف» تسعى إلى التلميع وكسب المدح، «فهناك قضايا لم تظهر على السطح إلى جانب مشاريع متعثرة لم تر النور منذ سنوات عدة». وأشار إلى أن الموضوع قد يتطور إلى التوجه للمحاكمة، لافتاً إلى أنه على رغم النفي الذي شمل الاتهام بطريقة غير مباشرة سيظل عالقاً في أذهان القراء لن يمحوه سوى الإنصاف، في هذا الجانب نعوّل على هيئة الصحافيين الشيء الكثير. ولعل المتأمل في البيان التوضيحي الذي أصدرته «صحة الطائف» لبرهة زمنية بسيطة لا سيما في عبارة «الإعلاميون الذين يتجاهلون إنجازات إدارته مجرمون» وعبارة «إن الصمت عن إبراز المنجزات المختلفة في إدارة الصحة جريمة»، لا يرى أن هناك فارقاً يذكر بين العبارتين، إذ إن الاتهام ما زال قائماً. من جانبه، أكد المحامي خالد الثبيتي أحقية الإعلاميين في طلب المحاكمة بواسطة «وزارة الإعلام» بغية التخلص من التهم التي وجهت إليهم. ولفت الثبيتي من خلال ما أوردته «صحة الطائف» في بيانها أن هنالك عدم توافق في طلبها من الإعلاميين لإبراز منجزاتها وقذف الآخرين بارتكاب الجريمة. وقال: «لا يصدر الاتهام بهذا الشكل القادح في الغالب سوى من شخصية غير متزنة يلزمها مراجعة قواها العقلية لمعرفة مدى كفاءتها»، متسائلاً عن الحل حال صدور الاتهام من جهة معتبرة؟. بدوره، فند الناطق الإعلامي في «صحة الطائف» سعيد الزهراني ما ورد على لسانه من اتهام طاول بعض الإعلاميين الذين يتجاهلون إنجازات إدارته الذين وصفهم ( بحسب زعمه) بالمجرمين. وأبان (في بيان صحافي) أنه لم يقل إن الصحافيين مجرمون إطلاقاً، بل: «إن الصمت عن إبراز المنجزات المختلفة في إدارته جريمة، كون أي منجزات تحدث ما هي إلا بتوفيق الله تعالى ثم بالدعم اللامحدود من حكومتنا الرشيدة لهذا القطاع الحيوي والمهم، ولم يتم التطرق للإعلاميين الذين ينشرون الأخبار التي تصل إليهم عن أي منجزات في أي إدارة كانت أسوة بالنقد البناء والهادف». وأضاف أن الكثير من المواقع الإليكترونية والمنتديات أصبحت تقلل من مختلف الإنجازات التي تبذلها قطاعات الدولة لأسباب غير معروفة، مؤكداً أن إدارته حريصة كل الحرص على التواصل مع وسائل الإعلام المختلفة من أجل إبراز جهود الدولة المختلفة في هذا القطاع حتى يعرف المواطن حجم ما يبذل من دعم لا محدود لهذا القطاع الحيوي والمهم، وزاد: «إن النقد البناء مطلوب من أجل تصحيح أي أخطاء لكن هناك فرق بين النقد ومحاولة التقليل من الإنجازات المختلفة أياً كانت».