دبي - أ ف ب - نجح مترو دبي بعد سنة من انطلاقه في تغيير مشهد المواصلات في المدينة العصرية والمتعددة الجنسيات، إلا أن إقناع محبي السيارات بترك مقاعدهم خلف المقود يبدو مهمة صعبة المنال. وعلى رغم الأزمة المالية القاسية التي ضربت دبي، تبدو «هيئة الطرق والمواصلات» في الإمارة مصرة على الانتهاء من الخط الثاني في المترو بعد تأخير دام أكثر من عام. ومنذ التاسع من أيلول (سبتمبر) 2009، أي تاريخ انطلاق أول رحلة عامة لمترو دبي، أجرت قطارات المترو 120 ألف رحلة، ونقلت أكثر من 30 مليون راكب بحسب رئيس الهيئة مطر الطاير. وقال الطاير انه يتوقع أن يبلغ عدد الركاب الذين استخدموا المترو في 2010 حوالى 40 مليوناً، مع الافتتاح المتوقع لما تبقى من محطات الخط الأحمر، وهو الخط الأول من أصل خطين طورتهما الهيئة في المدينة التي يقطنها حوالى مليوني نسمة. وفي الساعة الثالثة بعد الظهر خلال شهر رمضان، أي عندما يغادر الموظفون أعمالهم، تكتظ عربات المترو في شكل كبير، وكذلك أرصفة الانتظار في محطات الخط الأحمر. وفي محاولة لإقناع السائقين باستخدام المترو، بنت هيئة الطرق والمواصلات مواقف سيارات متعددة الطوابق عند بعض المحطات، وهي مواقف يمكن للسائقين ركن سياراتهم فيها مجاناً وركوب المترو. إلا أن هذا الخيار لا يبدو انه يغري كثيرين. وقال أحد مسؤولي الأمن في موقف محطة «نخيل هاربر اند تاور» جنوب الخط الأحمر، إن «الطابق السفلي فقط من الموقف مفتوح». وذكر أن 150 سيارة يتم ركنها في الموقف خلال يوم عمل عادي على رغم أن المكان يتسع لثلاثة آلاف سيارة، «ففي النهاية، السائقون في منطقة الخليج متمسكون جداً بسياراتهم». وأظهر استطلاع نشرته أخيراً مؤسسة «ريغوس» التي تؤمن خدمات لأماكن العمل، أن 91 في المئة من العاملين في الإمارات يفضلون النقل الخاص وأن 79 في المئة يستخدمون سياراتهم للتنقل و12 في المئة يستخدمون التاكسي. وتملك دبي والعاصمة الاماراتية أبو ظبي شبكات متطورة للباصات كما أن الأخيرة تخطط لإنشاء مترو خاص بها. وخلال سنوات الفورة الاقتصادية، استثمرت دبي بقوة في البنية التحتية وهي تحظى اليوم بأفضل شبكة طرقات في الشرق الأوسط. وتحظى المدينة أيضاً بأكبر مطار في المنطقة، إذ استخدمه 42 مليون مسافر عام 2009، كما أن مطاراً ثانياً افتتح في جنوب الإمارة في حزيران (يونيو) الماضي وهو مطار سيكون الأكبر في العالم عند انتهاء أعمال بنائه. إلا أن الأزمة الائتمانية أثرت كثيراً في المشاريع العمرانية في دبي، بما في ذلك في مشروع المترو.