أشاد المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج بنتائج مشاركة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في قمة العشرين في تورنتو بكندا، مُثمناً ما تضمنته الكلمة الشاملة التي ألقاها أمام القمة من رؤى تنم عن حكمة وبصيرة وتجربة وحرص على رؤية عالم متوازن وأكثر إشراقاً لكل الدول والمجتمعات. كما ثمّن المجلس الوزاري الكلمة السامية لملك مملكة البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، التي أكد فيها مواصلة مسيرة البناء والنماء ومخططات الإصلاح، ودعم أسس دولة الحق والقانون والديموقراطية وحقوق الإنسان والازدهار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، ودعوته إلى وقوف الجميع وقفة رجل واحد في وجه العنف والإرهاب بجميع أشكاله، والتشبث بما جاء في الدين الإسلامي الحنيف من مبادئ السماحة والمودة والإخاء والسلم والرحمة والتعاون ووحدة الصف واجتماع الكلمة وطاعة الله ورسوله وأولي الأمر وإلى التشبع بالوسطية والاعتدال ونبذ العنف، وذلك ضمن برنامج شامل لإصلاح الحقل الديني تدفع عجلة التنمية وترص الصفوف وتنشر المحبة والمودة بين الناس وتبني صروح المستقبل. كما أكد المجلس وقوفه وتضامنه مع مملكة البحرين في كل الإجراءات التي اتخذتها لمواجهة الأعمال الإرهابية وكل أنواع التحريض والتخريب التي تهدف إلى زعزعة النظام والاستقرار واستهداف الأبرياء وترويع الآمنين من مواطنين ومقيمين، استناداً إلى مبدأ الأمن الجماعي ووحدة المصير المشترك. جاء ذلك خلال عقد رئيس الدورة ال116 نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في دولة الكويت الدكتور محمد صباح السالم الصباح والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن بن حمد العطية مؤتمراً صحافياً عقب انتهاء أعمال اجتماعات المجلس التي اختتمت ليل أول من أمس في قصر المؤتمرات في جدة. وأكد الوزير الصباح أن جميع المداولات والمناقشات التي تمت في اجتماعات وزراء المالية والاقتصاد والتجارة سترفع في تقرير إلى اجتماع قمة القادة المقبل في أبو ظبي. وأضاف العطية أن علاقات دول مجلس التعاون مع إيران تاريخية، وقال إن لنا مصالح مع الجانب الإيراني، اذ إن هناك تجارة قائمة مع إيران، وتظل العلاقة قائمة في ظل الاحترام المتبادل من دون المساس بالواقع السيادي أو بالأمن، مشيراً إلى أن العقوبات المفروضة على إيران تحكمها قرارات الشرعية الدولية، ونحن نحترم هذه العلاقة التاريخية، ونأمل من الجانب الإيراني احترام هذه العلاقات وعدم التدخل في شؤون الدول، سواء مجلس التعاون الخليجي أو دول الجوار. وبيّن وزير الخارجية الكويتي أن طموحات دول المجلس إيجابية وعالية والأهداف كبيرة، وستجتهد الاجهزة المعنية بشكل كبير في تلبية هذه الطموحات وفق طموحات قادة دول المجلس الذين يكلفون دائماً بتكثيف اجتماعاتنا لحل هذه القضايا التي تخدم المواطن الخليجي في أسرع وقت ممكن. وأشار الشيخ الصباح إلى أن قضية كوسوفا تم تداولها في الاجتماعات وسط ترحيب بقرار المحكمة الدولية، ورأينا أن قضية الاعتراف هي قضية سيادة لكل دولة. وفي ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، تابع المجلس الوزاري مستجداته بقلق بالغ، مجدداً التأكيد على مواقفه الثابتة بشأن أهمية الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية، وحل النزاعات بالطرق السلمية، وموقفه الرامي إلى جعل منطقة الشرق الأوسط، بما فيها منطقة الخليج، منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية، مرحباً في الوقت ذاته بالجهود الدولية لحل أزمة الملف النووي الإيراني بالطرق الديبلوماسية، ومعرباً عن الأمل بان تستجيب إيران لهذه الجهود. وأكد المجلس حق دول المنطقة في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية في إطار الاتفاق الدولي ذات الصلة، ووفق معايير وإجراءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت إشرافها، وتطبيق هذه المعايير على جميع دول المنطقة من دون استثناء بما فيها إسرائيل.