عاد مشروع إنشاء محميتين واسعتين للحياة البحرية في القارة القطبية الجنوبية إلى دائرة البحث اليوم الإثنين خلال محادثات في مدينة هوبارت الأسترالية، وكل الأنظار متجهة نحو روسيا التي تمثل العقبة الرئيسة أمام المشروع. وطرحت مسألة إنشاء المحميتين العام 2011 في لجنة الحفاظ على الثروة النباتية والحيوانية البحرية (سي سي ايه ام ال آر). ويغطي المشروع الأول، وهو من إعداد أستراليا وفرنسا والاتحاد الاوروبي، مناطق بحرية شاسعة في شرق أنتاركتيكا. أما الثاني الذي تطرحه الولاياتالمتحدة ونيوزيلندا، فيتمحور على بحر روس وهو خليج واسع مطل على المحيط الهادئ خاضع للسيادة النيوزيلندية، ويلقب هذا البحر أحياناً ب "المحيط الأخير" لأنه يعد آخر نظام بيئي بحري في العالم بقي على حاله سالما من التلوث والصيد الجائر والأنواع الغازية. ويسود إجماع بين منظمات الدفاع عن البيئة حول ضرورة إنشاء المحميتين في اللجنة التي تضم 24 بلداً إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، إلا أن روسيا تكبح هذا المشروع وتشاركها الصين لكن بوطأة أخف لأنها وافقت على فكرة تحويل بحر روس إلى محمية في اجتماع سنوي للجنة عام 2015. وقال المسؤول عن "التحالف من أجل محيط أنتاركتيكا" مايك ووكر "حان الوقت لحماية مياه أنتاركتيكا التي هي بمثابة محرك التيار المحيطي"، موضحاً أن "التزامات قطعت خلال الأسابيع الماضية لحوالى 4 ملايين كيلومتر مربع من المحميات البحرية". وأَضاف: "هذا الأمر يظهر للأطراف المشاركة في اجتماع هوبارت أن اندفاعة حصلت من أجل حماية افضل للمحيطات كما أن أنتاركتيكا يجب أن تكون المنطقة المقبلة على القائمة". وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما نهاية آب (اغسطس) زيادة مساحة المحمية البحرية المعروفة باسم باباهانوموكواكيا في هاواي بواقع 4 أضعاف لتصبح الأكبر من نوعها في العالم. وتواصل روسيا إعاقة إنشاء المحميات البحرية في انتاركتيكا عبر التحجج بأسباب جيوسياسية والشكوى من مساحتها الشاسعة، غير أن المكلفة ملف انتاركتيكا في منظمة "بيو تشاريتابل تراستس" الأميركية أندريا كافاناغ أبدت اعتقاداً بأن روسيا التي تقود النقاشات هذه السنة، ستلحق بركب الجهات العاملة على إقامة هذه المحميات البحرية. وأضافت: "تقارب روسيا المفاوضات هذه السنة بطريقة ايجابية بصفتها رئيسة للجنة الحفاظ على الثروة النباتية والحيوانية البحرية". كذلك بررت تفاؤلها بأن 2017 اعلنت "سنة البيئة في روسيا" التي قامت اخيراً بتوسيع المحمية البحرية في ارخبيل فرانز جوزيف في المحيط المتجمد الشمالي.