أعلنت 15 نقابة مستقلة في الجزائر الدخول في إضراب شامل بدءاً من اليوم، في أول امتحان اجتماعي للحكومة التي تعاني إشكالات مالية مستعصية. ويشمل الإضراب قطاع التعليم والمستشفيات والإدارات العامة. ولم تفلح في تهدئة النقابات مساعٍ بذلها وزيرا العمل والتعليم اللذان خاضا مفاوضات على مدى ساعات وأجريا لقاءات متكررة مع مسؤولي النقابات الواسعة التمثيل. وينذر فشل تلك المساعي بتوتر اجتماعي كبير يلقى على عاتق حكومة رئيس الوزراء عبد المالك سلال. وأفاد نقابيون بأن الإضراب يأتي احتجاجاً على قرارات أخيراً بخصوص إلغاء التقاعد النسبي، اتخذت في لقاء ثلاثي ضم الحكومة وأرباب العمل و «الاتحاد العام للعمال الجزائريين» وهو التنظيم العمالي الكبير. وأقصى الاتحاد النقابات المستقلة، ما دفعها الى تجنيد الشرائح العمالية لمجابهة قرار إلغاء التقاعد النسبي، على أساس أنه «لا اجتماعي ويتنافى مع مبدأ الدولة». وأعلنت نقابات عدة دخولها رسمياً في إضراب متقطع بدءاً من اليوم، وهي «النقابة المستقلة للصحة» و «النقابة المستقلة للتعليم العالي» ونقابات البياطرة والأطباء النفسانيين والأئمة والبلديات والتربية والنقابة المستقلة للتكوين المهني والنقابة المالية. وعلى رغم أن مشاورات الحكومة استجابت لها أربع نقابات على الأقل، فإن موقفها النهائي لم يتحدد من الإضراب الشامل، إضافة الى أن عدم مشاركتها في الإضراب إذا تقرر، لن يقلل من حجم التجاوب معه. كذلك تضمن مشروع قانون الموازنة للعام المقبل، زيادة جديدة في أسعار الوقود والتبغ وزيادة الضرائب المباشرة على استيراد سلع، وهي الزيادة الثانية في عام واحد (الأولى في موازنة 2016 ). وأتى إدراج الحكومة تعديلات في قانون التقاعد، الى تراكمات دفعت مباشرة إلى الحراك الاجتماعي المتوقع. وتستعد الحكومة لتنظيم الانتخابات الاشتراعية ربيع العام المقبل، ومن شأن قانون الموازنة أيضاً أن يتضمن مخصصات مالية لتنظيمها، ويبدو أن الحكومة في حاجة لفرض هدنة اجتماعية إلى غاية ذلك الموعد، على أمل ضمان مشاركة شعبية وتفادي سيناريو المقاطعة الذي بات يطبع هذه المناسبة في شكل واضح. على صعيد آخر، أعلن الجيش الجزائري أن إرهابياً يعرف بلقبي «حبيب الله» و «الساهل»، استسلم للسلطات العسكرية في تمنراست (2000 كلم جنوب العاصمة). وأفاد بيان وزارة الدفاع الوطني بإن الإرهابي كان بحوزته رشاش من نوع كلاشنيكوف ومخزن ذخيرة. وأضاف البيان أن مفرزة للجيش في المنطقة ذاتها، اعتقلت ثلاثة مهربين، فيما حَجزت شاحنة وأربع سيارات رباعية الدفع ووقوداً مهرباً وأقراص هلوسة. وأوقف حرس الحدود مهاجرين غير شرعيين، من بينهم خمسة من جنسية مغربية.