ثمّن المستشار الثقافي السعودي الدكتور محمد البيالي انضمام المملكة لاتفاق صون التراث الثقافي غير المادي لدى «يونيسكو»، مستعرضاً تجربة المملكة في تسجيل ملفات تراثية عدة، منها ملف الصقارة (صيد الصقور) باعتباره ملفاً مشتركاً مع 16 دولة عربية وأجنبية، وملف القهوة العربية مع ثلاث دول خليجية، وهي الإمارات وقطر وعُمان، وملف المجلس، وملف العرضة السعودية، وحالياً جارٍ تسجيل ملف المزمار. وأكد البيالي في الورقة التي قدمها في مؤتمر «الثقافة الشعبية العربية: رؤى وتحولات» الذي عقد أخيراً في القاهرة، أهمية فكرة العولمة وانتشارها في كل المجتمعات، وضرورة انفتاح المجتمع السعودي على الثقافات الأخرى، لأجل التغيير. وأشار إلى وجود عادات وتقاليد مصرية - سعودية مشتركة متعددة. وفي ما يخص توصيات المؤتمر طالب البيالي بضرورة وضع التوصيات اللائقة والمفيدة التي تخدم الثقافة العربية من المحيط إلى الخليج، «فأي عنصر ثقافي تسجله دولة من الدول هو إثراء للثقافة العربية وإضافة إلى التراث الإنساني». فعاليات المؤتمر عقدت في الفترة من 11-13 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، برعاية وزير الثقافة المصري حلمي النمنم ووزير التعليم العالي الدكتور أشرف الشيحي، والمجلس الأعلى للثقافة بالتعاون مع المركز الحضاري لعلوم الإنسان والتراث الشعبي برئاسة الدكتور محمد غنيم، ومشاركة 100 من المفكرين والباحثين والمتخصصين من 15 دولة عربية، منها مصر والأردن والبحرين وتونس والجزائر والسعودية والإمارات والسودان وسورية والعراق وفلسطين ولبنان وليبيا والمغرب واليمن، وتناول عدداً من المحاور الرئيسة: المحور الأول: الجذور والعناصر المشتركة للثقافة الشعبية العربية، المحور الثاني: الهوية العربية والتحولات العالمية، المحور الثالث: الثقافة الشعبية العربية والقيم الإنسانية، المحور الرابع: الثقافة الشعبية والشباب المعاصر. ودعا المشاركون إلى تكوين لجان قومية لجمع عناصر التراث الشعبي المادي وغير المادي، الشفهي والمكتوب، ودعم المراكز الحكومية وغير الحكومية التي تهتم بجمع التراث الشعبي بكافة عناصره، وإجراء دراسات مقارنة للتراث الشعبي في المجتمعات العربية، لإبراز القواسم المشتركة بينها، كذلك دعم الدراسات المعنية بأهمية التراث الشعبي في الحفاظ على الهوية القومية العربية في مقابل التغريب والعولمة، وتوضيح مفهوم التراث الشعبي في الندوات والمؤتمرات المعنية، باعتباره ليس ثقافة الأميين أو الفقراء أو العشوائيات، ولكن تعبير عن الهوية القومية وأسلوب حياة لأعضاء المجتمع، إضافة إلى عمل أطلس تراث عربي وقومي، وتكثيف اللقاءات بين الباحثين العرب المهتمين بالتراث الشعبي من خلال الندوات وورش العمل والمؤتمرات، وتنمية الإفادة من الهيئات الدولية المختصة بالحفاظ على التراث الإنساني في الحفاظ على عناصر التراث الشعبي العربي، وتشجيع تناول المواد الترويحية والإعلامية التي توظف التراث الشعبي بين البلدان العربية.