كشف باحثون أميركيون أن علاجاً مركباً جديداً نجح في وقف تدهور حال عدد من القرود المصابين بمرض نقص المناعة "الإيدز" لمدة عامين تقريباً ، ما يرفع الأمال أمام إمكان التوصل إلى دواء يعالج المرض وظيفياً. وشمل العلاج العقاقير المضادة للفيروسات الرجعية (ART)، بالإضافة إلى دواء آخر يُدعى "إنتيفيو" (Entyvio)، وهو دواء مستخدم في أكثر من 50 بلداً لعلاج المصابين بالتهاب القولون التقرحي ومرض كرون، وهو التهاب مزمن في الجهاز الهضمي. وقال رئيس "المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية" والمشارك في البحث أنتوني فاوسي، إن "العلاج التجريبي أعطى دفعة قوية لجهاز المناعة لدى القرود، ما ساهم في وضع الفيروس في حال من السبات". وفي علاج مرض الإيدز، يرى الأطباء أو وضع الفيروس في حال سبات يعني الوصول إلى مرحلة من "العلاج الوظيفي" الذي يعني وقف نشاط الفيروس في الجسم. وأشار البروفيسور في كلية الطب بجامعة "إيموري" والمشارك في البحث أيضاً أفتاب الأنصاري إلى أن "العقاقير المستخدمة في التجربة استطاعت تقليل نشاط الفيروس بشدة حتى أصبح وجوده غير ملحوظ في الدم"، منوها إلى أنه "يجب تناول هذه الأدوية بشكل يومي على مدى الحياة لتصبح فعالة". واستند الباحثون في التجربة على أبحاث سابقة بينت أن الفيروس يهاجم في الأيام الأولى من الإصابة فئة معينة من الخلايا المناعية التي تتجمع بكميات كبيرة في القناة الهضمية. واعتبر الباحثون أنه في حال تمكنوا من حماية هذه الخلايا المناعية، فإن ذلك يعطي وقتاً كافياً للجهاز المناعي لتحديد طريقة الاستجابة للفيروس ومقاومته. وقام الخبراء بحقن 19 قردأ بفيروس شبيه بفيروس الإيدز عند الإنسان، وجربوا الدواء على القرود مدة 90 يوماً. وأعطى الباجثون 11 قرداً فقط دفعات من الأجسام المضادة لمدة 23 أسبوعاً، فيما حصلت القرود المتبقية على علاج بديل. وبعد انتهاء المدة أظهر ثلاثة من ال11 قرداً قدرة على مواجهة المرض واستطاعوا وقف العلاج. وعلى الرغم النتائج، حذر البروفيسور أنصاري حذر من التفاؤل الشديد، موضحاً أن نجاح العلاج على الحيوان لا يعني بالضرورة نجاحه على الإنسان. وأضاف: "التجارب لا تزال في أولها... نحتاج إلى وقت طويل لنفهم لماذا ساعد هذا الدواء في حماية القرود".