كشفت دراسة حول الخصوصية والأمن في المجال التقني أن 59 في المئة من السعوديين يشعرون بالقلق من مغبة وقوع بياناتهم الخاصة بين أيدي الأشخاص السيئين، وأن 75 في المئة يخشون المساومة على خصوصياتهم، وأن 8 في المئة فقط من السعوديين أكدوا أنهم لن يتخلوا عن بياناتهم الشخصية على الإطلاق، مقارنة ب33 في المئة في المملكة المتحدة. وبحسب الدراسة التي أجرتها شركة F5 نتووركس الأميركية العالمية المزوّدة للحلول لعالم التطبيقات، فإنه على رغم أن المستهلكين في السعودية ينظرون إلى المصارف باعتبارها من الشركات الأكثر ثقة بنسبة 91 في المئة، فإن هناك مستوى من عدم الرضا في الطرق المستخدمة لحماية بياناتهم الخاصة، إذ رأى 86 في المئة أن المصارف بحاجة إلى حقل واسع من قدرات وإمكانات المصادقة لتحقيق أعلى قدر ممكن من الأمن في المصارف، تلاها القطاع العام والهيئات الحكومية بنسبة 80 في المئة، ثم قطاع التأمين ب72 في المئة، فقطاع الرعاية الصحية بنسبة 71 في المئة. وأكد المدير العام في المملكة لدى شركة F5 نتووركس ممدوح علام خلال مؤتمر صحافي في الرياض أمس أن مسؤولية أمن التطبيقات تقع على الجميع، مشيراً إلى أن وضع استراتيجية مستدامة لأمن التطبيقات سيساعد الشركات في نشر أمن التطبيقات عبر شبكة موظفيها، والحصول على وصول آمن إلى الشبكة على مدار الساعة، من أي جهاز ومكان. وأوضح علام أن معالجة الشركات للقضايا يؤثر بمستوى ثقة العملاء، حاثاً الشركات السعودية على وضع موضوع أمن التطبيقات في صلب الخطط الرامية لدعم رؤية المملكة 2030 الموجهة بالتقنيات والصناعات التحويلية، إذ تتنامى أهمية موجة انتشار التقنيات المتطورة في المملكة لمواكبة أهداف الرؤية، وستعمل التطبيقات بمثابة الجهاز العصبي المركزي لها، إذ ستمكن الأفراد والشركات كي تنمو وتزدهر، وذلك عبر مستويات جديدة من المرونة والابتكار. وحول أمن التطبيقات، قال علام: «إن تقرير أمن التطبيقات ومشهد المخاطر المتغيرة، الصادر عن شركة F5 نتووركس كشف أن 50 في المئة من الشركات تدير بين 500 إلى 2,500 تطبيق فعال، و12 في المئة من الشركات تدير أكثر من 2,500 تطبيق فعال، وأن ثلث التطبيقات تقوم بمهمات وأنشطة مهمة وحاسمة يومياً». وأشار علام إلى أن ضعف الرؤى المطروحة حول التطبيقات، وانتشار الأجهزة المحمولة، وافتقار فرق التطوير للاستعدادات الكافية، هي من بين المخاطر والعقبات الرئيسة التي تواجه الشركات السعودية في وقتنا الراهن. وخلال العام الماضي حدثت معظم الحوادث الأمنية الأكثر شيوعاً نتيجة التطبيقات غير الآمنة الموجودة بنسبة 29 في المئة، وأفاد 50 في المئة بأن التطبيقات تتعرض للهجوم بشكل متكرر وأكثر بكثير من الشبكات، وصرح 58 في المئة بأن هذا النوع من الهجمات أكثر حدةً وضرراً، ولاحظ 57 في المئة أن عدم وضوح الرؤية في التطبيقات يشكل عائقاً أمام بناء جدار أمني قوي، ويعزى الأمر إلى حقيقة أن أمن الشبكات يتم تمويله بشكل أفضل من تمويل أمن التطبيقات. وتحدث علام حول الافتقار لسياسة التجريب والاختبار، وسد هوة العمالة الماهرة، وعودة ممارسات التطوير والعمليات إلى واجهة الأحداث، وقال إن ما يقرب من نصف المستطلعين أفادوا بأن مؤسساتهم لا تقوم باختبار التطبيقات للكشف عن التهديدات ونقاط الضعف والثغرات الأمنية بنسبة 25 في المئة، أو لا تقوم بأي اختبار مسبق بنسبة 23 في المئة، وقال 14 في المئة فقط من المستطلعين أنه يتم اختبار التطبيقات في كل مرة يتم فيها تغيير الرمز (الكود). وذكر أن هوة العمالة الماهرة في مجال الأمن الإلكتروني لا تزال من القضايا الملحة في هذا السياق، إذ يرى 69 في المئة من المستطلعين بأن الافتقار لوجود عمالة ماهرة ومؤهلة ضمن شريحة مطوري التطبيقات يعرّض تطبيقاتهم للخطر.