بالطبع، يبقى الإقلاع عن التدخين هو الإجراء الأهم في الوقاية من سرطان الرئة. ولنستبق الجديد عن هذا الورم الخبيث بالإشارة الى أن مجموعة من البحوث تواترت في السنوات الأخيرة لتشدد على قدرة الخضار المتنوّعة والفواكه والشاي، في الوقاية من سرطان الرئة. إذاً، ما هو الجديد؟ بحسب «الجمعية الأميركية لبحوث السرطان» American Association for Cancer research، إذا أضاف المرء تشكيلة من الفواكه والخضار الى ما يتناوله من الطعام يومياً، فإنه يقلّل من خطر إصابته بسرطان الرئة. نشرت الجمعية هذا البحث في مجلة تابعة لها، Cancer Epidemiology Biomarkers & Prevention، متخصّصة في مراقبة انتشار الأورام السرطانية والعناصر الجينية والوبائية المرتبطة بها. وعلّق البروفسور با بينو دي ماسكيتا، من «المؤسسة الوطنية للبيئة والصحة العامة» في هولندا، على البحث قائلاً: «يشكّل الإقلاع عن التدخين الخطوة الأكثر أهمية في الوقاية من سرطان الرئة. في المقابل، تستطيع الفواكه والخضار، خفض نسبة الإصابة بهذا السرطان بين المُدخنين». وقد ترأس دي ماسكيتا الفريق العلمي الذي أنجز هذا البحث، مستخدماً معلومات عن قرابة نصف مليون شخص (ضمنهم قرابة 1600 مصاب بسرطان الرئة)، جُمِعت من مركز «إيبيك» EPIC للطب الوقائي تابع للاتحاد الأوروبي. ولفت دي ماسكيتا الى أن البحث ركّز على 14 صنفاً شائعاً من الفواكه و24 صنفاً عادياً من الخضار. ولم يظهر فارق بين من استهلكوا الخضار والفواكه طازجة، وأولئك الذين تناولوها مُعلّبة أو مُجفّفة. وللمرة الأولى، برهن البحث ان تنويع الفواكه والخضار في الطعام اليومي، يفوق أهمية كميتها. وشدّد دي ماسكيتا على أن الفواكه والخضار تحتوي تشكيلة من المواد الكيماوية الفعّالة التي تؤثر في الأورام الخبيثة، ما يجعل تنويعها ضرورياً للحصول على مروحة واسعة من تلك المواد. وإضافة الى إعطائه التنويع أفضلية على الكمية، تميّز هذا البحث بأنه برهن فائدة تناول الخضار والفواكه المتنوّعة، حتى بالنسبة الى المُدخنين. والمعلوم أن هناك بليون مُدخّن عالمياً، يعاني معظمهم من صعوبة في الإقلاع عن التدخين. وفي هذا السياق، شدّد دي ماسكيتا على ضرورة رفع الوعي بأن الإجراء الأكثر جدوى في الوقاية من الورم الخبيث في الرئة يتمثّل في الإقلاع عن تدخين التبغ في أشكاله كافة. إعداد: أحمد مغربي