أبدى رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض تشاؤمه إزاء فرص نجاح المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية التي أعيد اطلاقها في واشنطن قبل أيام، وقال في لقاء مع عدد الكتاب والصحافيين بينهم مراسل «الحياة» ليل السبت - الأحد في مكتبه في رام الله إن «عناصر فشل هذه المفاوضات اكبر بكثير من فرص نجاحها». وعزا قبول الجانب الفلسطيني بالعودة الى المفاوضات الى «السير مع الرغبة والإرادة الدولية»، وقال ان الرهان الفلسطيني في الذهاب الى تلك المفاوضات بني على العامل الدولي وليس الإسرائيلي. وأقر فياض بأن السلطة الفلسطينية أوقفت «المئات» من أعضاء وأنصار حركة «حماس» في الأيام الأخيرة عقب اعلان الحركة مسؤوليتها عن هجوم أوقع أربعة قتلى من المستوطنين جنوب مدينة الخليل، وقال ان قرار الهجوم المسلح هو قرار سياسي، وإن رد السلطة ايضاً سياسي. وتساءل: «لماذا تمنع حماس الهجمات المسلحة من قطاع غزة وتحركها في الضفة؟»، مشيراً الى ان الحركة تستخدم الهجمات لإحراج السلطة. وقال ان الاعتقالات جاءت على خلفية اعلان «حماس» نيتها القيام بسلسلة عمليات مماثلة، لكنه اكد أن الموقوفين «لن يظلوا في السجن». وأوضح فياض ان السلطة تشجع المقاومة السلمية وليست المسلحة، مضيفاً: «المقاومة التي أراها هي تلك التي يقوم بها اهالي قرية مثل قراوة بني حسان الذين يشقون طريقاً الى أرضهم من اجل حمايتها من الزحف الاستيطاني». وقال: «شق اهالي القرية الطريق على رغم تهديد السلطات الإسرائيلية بتجريفه، والحكومة وفرت لهم المال اللازم لذلك وقدره 345 الف دولار». وأضاف ان حكومته ماضية في فتح المدارس وشق الطرق وتوفير المياه والخدمات لأهالي المناطق المهمشة التي تتعرض للزحف الاستيطاني «من اجل تعزيز قدرة اهلها على البقاء والمواجهة وحماية الأرض». وزاد ان هذا هو النضال الذي يراه وهو «حماية الأرض وتعزيز بقاء الإنسان فيها». وتعهد فياض عدم المس بأعضاء حركة «حماس» ونشاطاتها «إذا التزمت القانون وعبرت عن نفسها بصورة سياسية، حتى لو وجهت انتقادات حادة للسلطة». لكنه قال ان السلطة لن تسمح ل «حماس» بممارسة العمل العسكري لأن ذلك يضر بمصالح الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة. وكشف ان السلطة تواجه ازمة مالية حادة تركتها غير قادرة على دفع رواتب موظفيها بانتظام، وقال ان حكومته تستدين من البنوك من اجل دفع الرواتب. لكنه اعرب عن امله بأن تستأنف الدول المانحة، خصوصاً العربية، تقديم ما تعهدت به من دعم مالي للشعب الفلسطيني الى ان تتمكن الحكومة من اعادة احياء الاقتصاد المحلي الذي دُمِّر اثناء الانتفاضة لتستعيض بالإيرادات المحلية عن الدعم الخارجي. في غضون ذلك، توقع رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات أن تنهار السلطة في حال فشل التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل. وقال للإذاعة الإسرائيلية أمس: «إذا فشلنا ولم نتوصل في نهاية المطاف إلى اتفاق (سلام)، لن يعود لنا وجود كسلطة فلسطينية». وأضاف: «يمكننا أن نصنع السلام، هذا ممكن».