علمت «الحياة» أن اللجنة المشكلة لدرس العروض التي تقدمت بها ثلاثة ائتلافات لبناء أربع محطات لقطار الحرمين السريع (ائتلاف بن لادن، الائتلاف الصيني- فريسنية، وائتلاف سعودي أوجيه)، تواجه صعوبات بسبب التنافس الشرس بينها فيما أشارت مصدر إلى أن لجان حصر الأملاك المنزوعة لمصلحة مشروع القطار تواصل تسليم أصحابها حقوقهم. وأوضحت المصادر أن «المؤشرات الأولية تشير إلى أن تقارب العروض قد يدفع باللجنة إلى ترسية المشروع على الائتلافات الثلاثة، بحيث يحصل أحدهم على بناء محطتين، والآخرين على بناء المحطتين الأخريين»، مشيرة إلى أن المنافسة في هذه الجزئية من المشروع تنحصر على بناء محطات قطار الحرمين السريع في كل من مكةالمكرمةوالمدينةالمنورةوجدة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ. وتوقعت المصادر (فضلت عدم نشر أسمائها) أن تعلن اللجنة في بداية تشرين الأول (أكتوبر) المقبل الفائزين بالمشروع. وكانت المؤسسة تسلمت العروض الفنية والمالية من ستة ائتلافات ضمن ثمانية ائتلافات تم تأهيلها مسبقاً للدخول في المنافسة، وأبقت العروض المالية مقفلة حتى يتم الانتهاء من تحليل وتقييم العروض الفنية. وقد انتهت أخيراً من درس وتحليل العروض الفنية إذ اجتازت ثلاثة منها التقييم الفني. وبلغ حجم العقود التي وقعتها السعودية لإتمام مشروع قطار الحرمين السريع 7.3 بليون ريال، في انتظار كلفة مرحلتين متبقيتين، وهما مرحلة إنشاء أربع محطات، والمرحلة الثانية والأخيرة وهي الرئيسية، إذ من المتوقع أن تصل كلفتهما إلى نحو 16 بليون ريال، لتصل القيمة الإجمالية المتوقعة بما فيها قيمة نزع الملكيات إلى 26 بليون ريال، فيما تتضح الكلفة النهائية للمشروع خلال الشهرين المقبلين. يذكر أن اللجان المتخصصة في المؤسسة العامة للخطوط الحديدية تقوم بإخضاع العروض المالية الثلاثة منذ الأسبوع قبل الماضي التي تم فتحها للتقييم للدرس، إذ يتولى فريق التحليل والتقييم الذي يضم مستشارين ماليين وفنيين من المؤسسة، وصندوق الاستثمارات العامة، وشركة سكوت ويلسون، والشركة المصممة للمحطات فوستر وشركاؤه، مهام درس وتحليل هذه العروض وتحديد الائتلاف الفائز. وقامت شركة فوستر وشركاؤها بإعداد التصاميم الهندسية لهذه المحطات بقيمة إجمالية تبلغ 142 مليون ريالاً، وروعي في تصميمها الحفاظ على الطابع المعماري المحلي والمساحة المناسبة لخدمة الآلاف من المسافرين يومياً، إذ تحتوي هذه المحطات على جميع المرافق والخدمات اللازمة لاستيعاب وإدارة الأعداد الكبيرة من المسافرين. وأشارت المصادر إلى أن «العروض المقدمة تحتوي على عروض لبناء المحطات كلاً على حدة، ولم تكن لبناء المشروع بالكامل، وأن أحجام وتصاميم المحطات تختلف»، موضحة أن «المحطة الرئيسية التي ستكون في مكة هي الأكبر، وستكون الأعلى كلفة من البقية». ويتضمن المشروع عموماً، إنشاء خط حديدي مكهرب بطول 450 كلم، يتميز بالسرعة العالية التي تتجاوز 300 كلم في الساعة، ما يعني اختصار زمن الرحلة بين جدةومكةالمكرمة إلى نصف ساعة فقط، فيما لن يتجاوز زمن الرحلة بين جدةوالمدينةالمنورة ساعتين. كما يتميز المشروع بنظام إشارات واتصالات حديثة، وقسم إلى مرحلتين، الأولى تشمل تصميم وتنفيذ أعمال البنى الأساسية، وهي تشمل جزئين: الأول للأعمال المدنية للخط والثاني للمحطات، أما المرحلة الثانية فتتضمن تنفيذ أعمال الخط الحديدي ونظام كهرباء الخط ونظام الاتصالات ونظام الإشارات، إضافة إلى توريد وتشغيل أسطول النقل والصيانة. ومن المتوقع أن ينتهي العمل من المرحلة الأولى في شهر نيسان (أبريل) عام 2012. أما المرحلة الثانية التي تنتهي في شهر أيار (مايو) 2012 فسينطلق معها التشغيل التجريبي لمدة ستة أشهر. وتتوقع المؤسسة العامة للخطوط الحديدية أن يبدأ التشغيل الرسمي في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012. وكشف المصادر أن أعمال تنفيذ الجزء الأول من المرحلة الأولى لمشروع قطار الحرمين السريع المتعلق بتنفيذ الأعمال المدنية للمشروع وصلت إلى مراحل متقدمة جداً، إذ يجري حالياً تنفيذ أعمال الحفر وعمليات الردم وعمل السواتر الترابية، كما تم البدء في تنفيذ أعمال جسم الخط الحديدي والجسور والعبارات، إذ سيتم إنشاء 25 جسراً للخط الحديدي منها 15 خارج المدن و10 جسور داخل المدن، و157 معبراً منها 35 جسراً للأودية ونحو 122عبارة (قنوات لتصريف مياه الأمطار)، كما تم تحديد معابر الجمال والسيارات عن طريق اللجان المشكلة لذلك وعددها 17 معبراً في الحدود الإدارية لمنطقة مكةالمكرمة، و53 معبراً في الحدود الإدارية لمنطقة المدينةالمنورة. إضافة إلى إعادة تأهيل وتطوير الجسور الواقعة على طريق الحرمين بما يتناسب مع مسار القطار، إذ سيتم بناء 47 جسراً للطرق منها 40 خارج المدن و7 داخل المدن.