استنكرت كتلة «المستقبل» النيابية في اجتماعها أمس، برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، وبشدة «الكلام الذي صدر عن الأمين العام ل «حزب الله» (السيد حسن نصرالله) في ذكرى عاشوراء، وتحديداً في ما يتعلق بهجومه الجائر والفاجر على المملكة العربية السعودية والمسؤولين فيها، وما قاله عن الحرب الدائرة في اليمن والتي كانت إيران المحرّض الأساس لإشعالها واستخدام حزب الله أداة عسكرية لها هناك». واعتبرت الكتلة أن «الأمين العام ل«حزب الله» وبتعطيله المستمر لانتخابات رئاسة الجمهورية، وبكلامه التهجمي والافترائي على المملكة العربية السعودية إنما يعرض مجدداً مصالح لبنان واللبنانيين لأخطار كبيرة غير مكترث بالنتائج التي يمكن أن تترتب على لبنان وعلى علاقاته العربية ولا على اللبنانيين ومصالحهم». ورأت أن نصرالله و«حزب الله» يعتمدان «سياسة التدخل والتورط في الخارج، أكان في العراق أم في سورية أم في اليمن أم في البحرين وغيرها، بما يناقض ما تؤمن به الكثرة الكاثرة من اللبنانيين من التزام عميق وراسخ بانتمائهم العربي وبما يؤمنون به من أهمية الحفاظ على نظام المصلحة العربية واللبنانية، وبما يرفضونه من سياسة مدمرة يعتمدها «حزب الله» الذي يطيح مصالح لبنان خدمة لما يعتقده وإيران من مصلحة لهما بالسعي الى السيطرة على المنطقة ودولها، وكذلك على عكس ما تؤمن به هذه الكثرة الكاثرة من اللبنانيين الحريصة على التعبير عن رأيها الحرّ ضد تدخل وتعديات إيران على لبنان والبلاد العربية». وشددت الكتلة على أن «حملة التحريض المذهبي بحق الأشقاء في السعودية والعراق وسورية والبحرين واليمن وغيرها، وما قد تتسبب به هذه الحملة مجدداً من إضرار بمصالح اللبنانيين في تلك الدول، تقدم مثالاً صارخاً جديداً على ولاء «حزب الله» لإيران ومصالحها، وأنه يمثل بذلك مصلحة إقليمية تتقدم على أي مصلحة لبنانية أو وطنية، ثم يدّعي، ويا للغرابة، بعد ذلك كله العفة السياسية التي لا وجود لها». «تخريب متعمد» ولفتت الى أن «هذه الحملة التحريضية المبرمجة والمنظمة التي يشنها الأمين العام ل «حزب الله» باتجاه الداخل والخارج تشكل دليلاً دامغاً على التخريب المتعمد الذي يقوم به ضد مصلحة لبنان بداية، وضد مصلحة اللبنانيين في هذه الدول الشقيقة». وأوردت الكتلة أن موقفها «لطالما كان ولا يزال ضد التعرض للمدنيين في الحروب، وهي تبدي استهجانها لأنّ الحزب كان ولا يزال يتغاضى، بل يشارك في الجرائم التي ترتكبها إيران والنظام السوري ضد الإنسانية، ومن ضمن ذلك لجوء النظام السوري وحلفائه إلى استعمال الأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة ضد المدنيين العزل واستهداف المستشفيات والمستوصفات وقوافل الإغاثة». ودعت الكتلة» نصرالله وحزبه «ومن يقف خلفهما إلى النظر بعمق إلى مصالح المواطنين اللبنانيين وإلى مصالح الآلاف من العائلات اللبنانية التي تعتاش من العمل في الدول العربية والتي يضعونها أمام خيارات صعبة وخطيرة بسبب تدخلات الحزب وتورطه في الشؤون الداخلية لهذه الدول». ورأت أن «المواقف السافرة الأخيرة للأمين العام ل «حزب الله» كشفت مجدداً، بما لا يدع مجالا للشك، أن حزبه وبما يمثله من بُعد إقليمي إيراني هو المعطل الحقيقي لانتخاب رئيس للجمهورية. وما ادعاء تأييده اللفظي والملتبس لمرشح معين إلا تأكيد جديد على تعطيله عملية الانتخاب بشكل لم يعد ينطلي على أحد، وذلك على رغم محاولاته وحزبه البائسة لإلصاق هذه التهمة ب «تيار المستقبل» أو بالمملكة العربية السعودية». واعتبرت أن «حزب الله بات بما يقوم به من ممارسات في الداخل والخارج مصدراً أساسياً لمزيد من التخريب للمصلحة الوطنية اللبنانية، ومزيد من التدمير للاقتصاد الوطني وللاستقرار بمختلف جوانبه». وعن «استمرار تعطيل «حزب الله» لانتخاب الرئيس، رأت الكتلة «أنه بعد 45 جلسة عطل فيها الحزب وحلفاؤه عملية انتخاب الرئيس في المجلس النيابي، لا يزال الحزب وعلى لسان أمينه العام يستمر بهذا التعطيل ويستمر بمحاولة إلحاق التهمة بغيره». ورأت «أن مواقف الحزب باتت نقيضاً حقيقياً لمصلحة اللبنانيين الجامعة، من خلال ما تشكله من اعتداء سافر على الدستور ووثيقة الوفاق الوطني من خلال التعطيل المستمر لعملية الانتخاب»، مشددة على «أن المدخل الواضح والوحيد لولوج باب الحلول للمشكلات التي يعاني منها لبنان، يكمن في المبادرة وقبل أي شيء آخر إلى انتخاب رئيس للجمهورية وفق القواعد التي ينص عليها الدستور ومنطق الدولة، وتحت سقف اتفاق الطائف، احتراماً للديموقراطية، وبعيداً عن محاولات الفرض أو الإلزام للنواب بالاقتراع لمرشح بذاته، وتحت طائلة تعطيل عملية الانتخاب». فتفت: نصر الله كان موتوراً وكان عضو الكتلة أحمد فتفت رأى أن «خطاب حسن نصر الله كان موتوراً مثل العادة، وتحديداً في ما يخص العلاقات اللبنانية - العربية، إلى درجة أنه ركز على أمر نعتبره جميعاً جريمة توجب التحقيق، عندما تحدث عن اليمن متجاهلاً المجازر التي تستهدف الأطفال في سورية والجرائم التي حصلت في طرابلس، لا سيما جريمة تفجير المسجدين، حيث لم نسمع حتى اللحظة أي تعليق منه على القرار الذي يتهم فيه ضابطان من النظام السوري في الجريمة الشنعاء في طرابلس، وكل ذلك يدل على أن كلامه سياسي محض ورسائل سياسية تحت عنوان أن المصلحة اللبنانية لا تعنيه وأن المصلحة الإيرانية هي الأولى». وأشار فتفت إلى أن «هناك رسالتين في خطاب نصر الله الى رئيس تكتل التغيير والاصلاح النيابي ميشال عون، الأولى: إذهب وتفاهم مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري ومع رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، أي أنه يقر ويعترف بأن مشكلة العرقلة في انتخابات رئاسة الجمهورية هي ضمن فريق 8 آذار، والرسالة الثانية هي إصراره على إعادة تفعيل عمل الحكومة والمجلس النيابي». ولفت الى أنه «حتى الآن تصرفت دول الخليج بالكثير من الحكمة على رغم كل مشاكلها الإقتصادية الكبيرة وراعت الوضع اللبناني، لكن السؤال إلى متى ستسمح باستمرار عملية الشتم اليومية والإهانات التي توجه الى السعودية وإلى كل المؤسسات الخليجية، فالسيد نصر الله يمثل من يمثل من اللبنانيين، ونحن حتى الآن لم نرَ أي رد فعل من الدولة اللبنانية وتحديداً من وزارة الخارجية». ودعا فتفت النائب عون الى «أن يدرس الأمور كلها ويدرك من يقف معرقلاً في وجهه، وعليه أن يحلل رسالة نصر الله في شكل تفصيلي، فإذا كان يؤمن بالمصلحة اللبنانية فإن الحل بسيط جداً وهو أن ينزل إلى المجلس النيابي ويرضى بإنتخابات ديموقراطية وعندها تفعل المؤسسات كافة. أما أن يقول أنا حليف السيد نصر الله ويشتم السعودية فإنه يضر بالعلاقات العربية على كل المستويات». واعتبر عضو الكتلة أمين وهبي أن «خطاب نصر الله يتجه نحو مزيد من التشدد، وأن كلامه عن الحكومة يشير الى ان انتخاب الرئيس لا يزال بعيداً». وسأل نصر الله عما «اذا كان شلل المؤسسات وهجرة الشباب وارتفاع نسبة البطالة لا تعنيه». وشدد على «أن مرشحنا لا يزال رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، والرئيس الحريري هو الطرف الذي قدم أكثر عدد من المبادرات، ويبحث عن مساحات مشتركة لإنقاذ البلد، ويبذل جهداً كبيراً لإيجاد الحلول». وأكد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب ياسين جابر أن «لا فيتو من رئيس المجلس النيابي نبيه بري على أحد في الرئاسة ونحن في النهاية لم نقاطع أي جلسة لانتخاب الرئيس»، مشيراً إلى أن «من يريد صوتنا عليه أن يتكلم معنا مباشرة وسياق الكلام وصل إلى مكان لا يجب أن يكون فيه». وأشار إلى «أننا كنا متعاونين منذ أكثر من شهر عند بدء المفاوضات بين الرئيس بري ورئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل ولكن ماذا جرى عندما بدأ رئيس «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري مبادرته؟»، مؤكداً أنه «لا يمكن حسم أي أمر قبل أن يعلن الحريري تأييده وتأييد تياره لرئيس التكتل النائب ميشال عون». ولفت جابر إلى أن «التيار الوطني الحر يعتبر معطلاً للرئاسة لأنه لن ينزل إلى البرلمان إلا في حال تأكيد انتخاب عون. وتيار المستقبل معطل لأنه غير موافق حتى الآن على عون»، سائلاً: «لماذا توجيه الأسهم والتهم إلينا؟».