واصلت تركيا حملتها على الحكومة العراقية وكثفت وجودها العسكري على الحدود، وقال الرئيس رجب طيب أردوغان إن معركة الموصل «تُحدث تغييراً في التوازنات الإقليمية» ولن يُسمح بأن تسفر العملية عن «صراع طائفي ودماء ونار»، فيما رفعت الولاياتالمتحدة الغطاء عن القوات التركية الموجودة قرب المدينة في بلدة بعشيقة، مؤكدة أنها «ليست جزءاً من التحالف الدولي» الذي تقوده، ودعتها إلى تسوية الخلافات مع بغداد من «خلال الحوار». (للمزيد) وفي توضيح لتأكيداته السابقة أنه لن يسحب قواته من العراق، وأن وجودها يمنع التغيير الديموغرافي في الموصل و «يحمي الأقليات»، قال أردوغان أمس، خلال احتفال للهيئة القضائية، إن بلاده «مستهدفة بشكل شرس في ما يتعلق بمعركة الموصل لأنها تحدث تغييراً في التوازنات الإقليمية»، مشدداً مرة أخرى على المشاركة في المعركة. وفي السياق ذاته، قال نائب رئيس الوزراء نعمان قورتولموش أمس، إن قوات بلاده ستبقى في شمال العراق إلى أن «يطرد داعش» من الموصل. ونقلت وكالة «الأناضول» عنه قوله إن أنقرة «لا تتحرك بناء على أوامر من الآخرين، ووجود جنودها في معسكر بعشيقة سيستمر حتى يتم تحرير المدينة». وأضاف «أياً كان سكان الموصل، عرباً أو تركماناً، فقد عاشوا معاً لقرون وسيستمرون على هذا المنوال. ولن يسمح الناس هناك بتغيير ذلك. القوة التركية في المنطقة ليست محل نقاش». في واشنطن، قال مسؤول في الخارجية الأميركية ل «الحياة»، إن القوات التركية الموجودة قرب الموصل «ليست جزءاً من التحالف الدولي». ودعا «كل جيران العراق إلى احترام سيادته ووحدة أراضيه»، كما دعا بغدادوأنقرة إلى الحوار «للوصول إلى حل سريع لهذه المسألة والتركيز على عدوهما المشترك داعش، فعلى جميع الأطراف التنسيق بشكل وثيق لتوحيد الجهود في المعركة». وشددت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، على أن «على كل القوات الدولية التنسيق مع الحكومة، برعاية التحالف». وقال الناطق باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) جيف ديفيس، إن «العراق دولة ذات سيادة، وأي قوات على الأرض يجب أن تأخذ موافقة حكومته». في بغداد، أعلن مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي أمس، عزمه على نشر وثائق تؤكد بطلان ادعاءات تركيا شرعية وجود قواتها في بعشيقة، وأوضح أن «تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان التي ادعى فيها أن هذه القوات موجودة بطلب عراقي، وأنها دخلت على هذا الأساس، تصريحات عارية من الصحة». من جهة أخرى، أفادت وكالة «دوغان» التركية، بأن الجيش أرسل تعزيزات إلى الحدود العراقية تتضمن دبابات ومدرعات وأسلحة ثقيلة لإسناد عملياتها المستمرة ضد عناصر حزب العمال الكردستاني». وأضافت أن «التعزيزات تحركت عبر الطريق الرئيسي لمدينة ماردين ومن ثم نحو المعبر الحدودي». في بغداد أيضاً، نقلت تقارير صحافية عن مسؤولين عراقيين وأميركيين قولهم إن مسلحي «داعش» نشروا الشراك الخداعية في مختلف أنحاء الموصل وحفروا خنادق وجندوا الأطفال لأداء أدوار الجواسيس، تحسباً لمعركة وشيكة لإخراجهم من معقلهم في العراق. وقال هوشيار زيباري الذي كان وزيراً للمال والخارجية، إن الإرهابيين «يتحصنون للقتال وهم أكثر حذراً وقد حلقوا لحاهم للاختلاط بالسكان وينقلون مقارهم الرئيسية باستمرار». ويتطابق كلام زيباري، وهو قيادي في الحزب «الديموقراطي الكردستاني» ومطّلع على المعلومات الخاصة بتحركات «داعش»، مع ما أعلنه الكولونيل جون دوريان، الناطق باسم التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة، من أن التنظيم يعمد إلى نقل مسلحيه وعتاده عبر أنفاق تحت الأرض، موضحاً: «ترى مسلحاً يدخل من مكان ويخرج من مكان آخر. وهذه المداخل مكشوفة على الدوام وهي هدف له الأولوية» في المعركة المقبلة. وتابع أن الإرهابيين «أقاموا تحصينات خرسانية ويستخدمون الكتل لسد المداخل أمام القوة المهاجمة، وحفروا خندقاً عرضه متران وعمقه متران حول المدينة لملئه بالنفط لزيادة صعوبة توجيه الضربات الجوية».