أثار سفر آلاف الأقباط المصريين أمس إلى القدسالمحتلة جدلاً واسعاً في الأوساط المصرية، إذ اعتبر تحدياً لقرارات بطريرك الاقباط الراحل البابا شنودة الثالث الذي كان يحظر على الأقباط السفر إلى القدس قبل تحريرها من الاحتلال الاسرائيلي، كما انه فتح الحديث على مصراعيه حول قدرة الكنيسة في المستقبل على إحكام قبضتها على اتباعها. وكانت ثلاث رحلات سياحية غادرت مطار القاهرة أمس محملة بمئات الاقباط في طريقهم إلى القدسالمحتلة، للاحتفال بعيد القيامة عند المسيحيين، وسط المقدسات المسيحية هناك، وأفيد أن رحلات اخرى ستنطلق إلى تل ابيب خلال الايام القليلة المقبلة. من جانبها، حذرت الكنيسة القبطية أمس اتباعها «من مخالفة قرار الكنيسة» بمنع زيارة القدس خلال عيد القيامة وهو القرار الذي أصدره البابا شنودة منذ سبعينات القرن الماضي تضامناً مع القضية الفلسطينية ورفضاً للتطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي. وقال مصدر كنسي، إن منع الأقباط من زيارة القدس ليس قراراً شخصياً مرتبطاً بحياة البابا شنودة، وإنما كان موقفاً ثابتاً للكنيسة وقيادتها. من جانبه، أقر المستشار القانوني للكنيسة الدكتور نجيب جبرائيل بأن الكنيسة «ما كان لها أن تمنع الاقباط من السفر إلى القدس». وقال ل «الحياة»: «الكنيسة لا تملك الموافقة أو الرفض»، موضحاً أن هؤلاء «لم يطلبوا من الكنيسة تصريحاً بالسفر... بل سافروا على خطوط سياحية». كما أقر بأن تحدي مئات الاقباط لقرار الكنيسة يحمل مؤشراً إلى «أن فصيلاً من الاقباط يتجه إلى أخذ قراره بنفسه من دون الرجوع إلى الكنيسة»، و «انهم لن ينصاعوا للكنيسة في قراراتها لا سيما السياسية خلال المستقبل». وأكد أن الكنيسة القبطية في مصر لم تصرح لهؤلاء السفر إلى القدس كما انها لن تغير قرارات الباب شنودة بحظر السفر، وتوقع جبرائيل بأن تزيد رحلات الاقباط خلال الايام القليلة المقبلة إلى القدس، مشيراً إلى أن نحو عشرة آلاف قبطي سيزورون القدس هذا العام وهو أكبر رقم منذ توقيع السلام مع إسرائيل في أواخر السبعينات.