تفرد المنتخب السعودي بصدارة المجموعة الثانية في منافسات التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال روسيا 2018 بكل جدارة واستحقاق، بعدما حقق فوزاً ثميناً على ضيفه الإماراتي بثلاثة أهداف من دون رد، رافعاً رصيده إلى 10 نقاط، بفارق نقطتين عن الأسترالي الذي تعثر بالتعادل أمام ضيفه الياباني بهدف لمثله. لم تكن الحصة الأولى مواكبة لأهمية المباراة، في ظل الحذر المبالغ من المدربين السعودي مارفيك والإماراتي مهدي علي، إذ حرصا على عدم استقبال شباكهما أي هدف على أقل تقدير في الشوط الأول، كثف المدرب الإماراتي مناطق المناورة بأكثر عدد من اللاعبين بغية تضييق المساحات على أصحاب الأرض، ولم تتح فرص حقيقية للضيوف عدا رأسية مهند العنزي التي أخطأت المرمى، إلى جانب تسديدتين من أحمد خليل وعموري. وفيما كان لاعبو الأخضر أكثر استحواذاً على الكرة، فإن الحصون الدفاعية للإمارات وقفت عائقاً أمام السعوديين، وعلى رغم ذلك لاحت فرص عدة كانت مواتية للتسجيل في مقدمها كرة تهيأت لسلمان الفرج في موقع مناسب جداً للتسجيل، إلا أنه سدد كرة عشوائية بعيدة عن الخشبات الثلاث، وحاول نواف العابد بكرة عرضية نجح الحارس ماجد ناصر في التقاطها قبل أن تصل لأقدام ناصر الشمراني، كما أن تسديدة نواف العابد لم يكتب لها النجاح، ولم يوفق الشمراني في تغيير اتجاه تسديدة يحيى الشهري كما يجب، ما مكن حارس الضيوف من إبعادها إلى ركلة زاوية. ولم يختلف الشوط الثاني عن سابقه من حيث التنظيم الهجومي للمنتخبين، وكاد علي مبخوت أن يفاجئ أصحاب الدار لولا تدخل عمر هوساوي السليم (48)، وأضاع منصور الحربي فرصة حقيقية للتسجيل، عندما انبرى برأسه لكرة ثابتة في مواجهة مرمى الضيوف، غير أن كرته تجاوزت العارضة بقليل (55). وفي أول تغيير لمدرب المنتخب السعودي زج باللاعب فهد المولد عوضاً عن ناصر الشمراني، قابله مدرب الإمارات بإشراك حبيب الفردان على حساب طارق أحمد، ووسط العشوائية من كلا الطرفين، يرسل البديل فهد المولد كرة لا تصد ولا ترد تعانق الشباك كهدف أول (73)، اشتعلت معه المدرجات التي غصت بأكثر من 60 ألف مشجع، وقبل أن يستوعب الإماراتيون صدمة الهدف الأول، ووسط اندفاعهم للخطوط الأمامية يستثمر نواف العابد كرة وصلته داخل مناطق الخطر وضعها بكل جمالية في أقصى الزاوية اليمنى للمرمى الإماراتي كهدفٍ ثانٍ (79)، قبل أن يضيف يحيى الشهري الهدف الثالث من كرة ثابتة قبل نهاية المباراة (90).