يُتوقع ان يبدأ الرئيس الأميركي باراك أوباما تحركاً جديداً لإنعاش الاقتصاد مع اقتراب الانتخابات التشريعية التي يأمل الجمهوريون ان يستثمروا فيها غضب الاميركيين من ضعف التحسن الاقتصادي واستمرار ارتفاع معدل البطالة. وبعدما خصص أوباما قسماً كبيراً من هذا الاسبوع لملفات السياسة الخارجية، يريد بكل وضوح ان يظهر لمواطنيه أنه لا ينسى انشغالاتهم المباشرة، خصوصاً البطالة التي ترهق ما يقارب 10 في المئة منهم. وعشية نشر ارقام شهرية أمس حول التشغيل كان متوقعاً ان تكون ضعيفة، اعلن البيت الابيض ان اوباما سيحضر الاثنين، يوم عيد العمل في الولاياتالمتحدة، حفلاً تنظمه نقابات في مدينة ميلووكي (ولاية ويسكونسن)، ويلقي «خطاباً حول الاقتصاد» في اليوم التالي في مدينة كليفلاند (ولاية اوهايو). وهاتان الولايتان هما جزء من منطقة تشكل قلب القوة الصناعية في الولاياتالمتحدة والتي تعرضت بقوة لانهيار القطاع. وتشهد اوهايو معدل بطالة رسمي مقدراً ب 10.3 في المئة مقارنة بالمعدل الوطني المساوي ل 9.5 في المئة والقريب من مستوى قياسي. وسيشكل الاقتصاد ايضاً الموضوع الرئيس لمؤتمر صحافي يشارك فيه اوباما في العاشر من ايلول (سبتمبر) الحالي في البيت الابيض، وهو امر نادر الحصول مع الرئيس الحالي، مقارنة بما كان يفعله اسلافه. وتدرس ادارة اوباما افكاراً جديدة لمواجهة البطالة. واوضح المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس ليل أول من أمس ان «خطة نهوض جديدة واسعة النطاق ليست قيد التحضير، ولا أتوقع اي شيء مشابه للاجراءات الاستثنائية التي سبق ان اتخذها الرئيس». وكان الجمهوريون حملوا على خطة كلفت 787 بليون دولار وتقررت بداية عام 2008، مؤكدين أنها تسببت بزيادة عجز الموازنة الذي يقترب من 10 في المئة من دون ايجاد الوظائف الموعودة. ويدافع اوباما عن نفسه متذرعاً بأنه ورث وضعاً اقتصادياً سيِّئاً مع فقدان ثمانية ملايين وظيفة، وانه لم يحصل على مساعدة كبيرة من المعارضة في الكونغرس. وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض آمي برونداغ: «هناك كثير من التقارير والشائعات حول خيارات مختلفة تجري دراستها، وكثير منها غير صحيح. وتُبنى الخيارات قيد الدراسة على الاجراءات التي اقترحها الرئيس في السابق ونحن لا ندرس حزمة ثانية من الحوافز الاقتصادية. الرئيس وفريقه يناقشون خيارات كثيرة، وهم يناقشونها منذ اشهر، ولم تُتخَذ أية قرارات نهائية». وأعلن البيت الابيض في بيان أن مدير «المجلس الاقتصادي القومي» لاري سمرز ونائب مستشار الامن القومي توماس دونيلون سيسافران الى بكين اليوم في زيارة تستمر ثلاثة ايام. ولفت البيان إلى ان المسؤولين سيجتمعان مع نائب رئيس الوزراء الصيني وانغ كيشان وعضو مجلس الدولة داي بينغو و «سيناقشان جملة من المسائل المتعلقة بالقضايا الثنائية والدولية». ولم يقدم البيت الابيض مزيداً من التفاصيل في شأن القضايا التي ستُناقش اثناء الزيارة.