قد يكون من الأسهل على المشاهد الذي يتعلق بالشاشة خلال شهر رمضان، أن يركز على عدد محدود من المحطات، ذلك أن مئات الساعات من المسلسلات والبرامج التي خص بها الشهر الكريم واستغرق انتاجها عاماً لا يمكن احداً ان يدركها ولو امضى الشهر بأيامه ولياليه مسمراً أمام الشاشة متنقلا من محطة الى اخرى. ولئلا يضيع على المشاهد، الذي جعله المنتجون التلفزيونيون شغوفاً ومتعلقاً بهذا الشهر الذي منح حصرية العروض وان كانت بالمئات ومن خارج السياق الرمضاني والاسلامي، شيء من تلك المسلسلات والانتاجات والتي يستحق كثير منها المتابعة، يبدو من الافضل للمشاهد الا يختار مشاهدة مسلسلات متفرقة تعرض على محطات عدة وبأوقات مختلفة بل أن يعمد الى اختيار محطتين او ثلاث فيتابع كل ما يعرض عليها ويتنقل في ما بينها في الوقفات الاعلانية وهي كثيرة وتكاد تستغرق نصف وقت الارسال. ومن الاسباب التي قد تدفع المشاهد الى مثل هذا الخيار، هو ان بعض المحطات يحترم جمهوره واختار له باقة جميلة من افضل ما انتج من مسلسلات على تنوعها ويقدمها اليه بهدوء على غرار الوجبات الرمضانية التي لا يمكن الصائم ان يتناولها دفعة واحدة وان كانت شهية. وكذلك لا احد من المشاهدين يستطيع استيعاب هذا الكم الهائل من الابداع والقفشات والمواقف والتصاعد الدرامي وغير الدرامي ناهيك بالرسائل والمواعظ والعبر... ولئن كان المنتجون التلفزيونيون والقائمون على المحطات العربية الارضية والفضائية ومعدو برامجها وموازناتها، لا يقيمون وزناً لهذا الواقع ولا يريدون موسماً ثانياً ينزلون فيه غلالهم الى السوق، فماذا يضير المشاهد ان يخرج من الاطار الذي وضع فيه ويختار بنفسه مواسمه، فيخصص شهراً لعدد من المحطات ... وبذلك يشعر انه كل شهر امام مجموعة مسلسلات جديدة خصوصاً أن القنوات درجت على اعادة بث ما ظفرت به في الموسم ... وعندها من يكون المتحكم؟