حضّت الحكومة الألمانية اليوم (الجمعة) روسيا وإيران باعتبارهما أكبر داعمين للرئيس السوري بشار الأسد على استخدام نفوذهما لوقف تصعيد العنف في سورية والسماح بتسليم الإمدادات الإنسانية للمدنيين هناك، وخصوصاً في حلب. وعندما سئل إن كانت ألمانيا تدعم فرض عقوبات على روسيا بسبب دورها في القصف قال الناطق باسم الحكومة شتيفن زايبرت إن برلين تدرك أن كل الخيارات يجب أن توضع في الحسبان لكن الأولوية هي وقف إطلاق النار. وقال زايبرت خلال مؤتمر صحافي اعتيادي للحكومة «نعتقد أن روسيا وإيران على وجه الخصوص ملزمتان باستخدام نفوذهما على نظام الأسد لوقف تصعيد العنف ومعاناة المدنيين». وكان مسؤول ألماني دعا في وقت سابق اليوم، إلى فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب دورها في القصف في سورية، قائلاً إن تورط موسكو في جرائم الحرب لا يمكن أن يمر من دون عقاب. وصعدت قوات الحكومة السورية المدعومة من سلاح الجو الروسي هجوماً على الأجزاء الخاضعة للمعارضة في مدينة حلب. ويقول متابعون للحرب إن مستشفيات تعرضت إلى القصف وتضررت إمدادات المياه في المدينة، في أشد أعمال القصف فتكاً في الصراع الدائر منذ حوالى ست سنوات. وتقول موسكو ودمشق إنهما تستهدفان المتشددين فقط وتنفيان قصف المستشفيات. وقال نوربرت روتغين وهو عضو في حزب «الاتحاد الديموقراطي المسيحي» الذي تتزعمه المستشارة أنغيلا مركل ورئيس «لجنة الشؤون الخارجية» في البرلمان لصحيفة «سويدوتشه تسايتونغ» إن مسؤولية روسيا لا خلاف عليها. وقال روتغين إن «غياب العواقب والعقوبات عن أخطر جرائم الحرب سيكون فضيحة»، مضيفاً أن الإجراءات العسكرية ستكون النهج الخاطئ. ومضى قائلاً «فرض عقوبات اقتصادية لن يكون له أثر على المدى القصير لكن على المدى الطويل سيكون له تأثير بالتأكيد على حسابات (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين». وبينما دعا بعض المشرعين الأوروبيين ومن بينهم إلمار بروك وهو عضو أيضاً في حزب «الاتحاد الديموقراطي المسيحي» إلى فرض عقوبات قال ديبلوماسي أوروبي كبير إن فرضها يمكن أن يكون صعباً لأبعد حد. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية للصحافيين الأربعاء قبل قليل من اجتماع مسؤولين غربيين في برلين لبحث الحرب السورية إنه لا توجد مقترحات دولية بفرض عقوبات على روسيا لدورها في سورية. ويطبق الاتحاد الأوروبي عقوبات على روسيا لدورها في نزاع أوكرانيا. وقالت إيطاليا ودول أخرى في الاتحاد إنه يجب تخفيف تلك العقوبات لكن احتمالات ذلك ضعفت تماماً بسبب الصراع السوري. وانتقد روتغين أوروبا لأنها لا تدين بوضوح الدور الروسي قائلاً «أقل ما يجب أن تفعله أوروبا هو أن تستخدم لغة واضحة تسمي جريمة الحرب جريمة حرب».